للهِ يا عباس

ستار الزهيري | تركيا

للهِ   يا  عبَّاسُ   كيفَ    ركِبتَها

ما بينَ هائِجَةِ  الخيولِ وحزبِها

 

حتَّى توارتْ  بينَ  كَفِّكَ   واللِّوا

دنيا   الوجودِ   بشَرقِها  وبغَربِها

 

الطَّفُّ  يَصفَعُهُ  الذُّهولُ  بوَقعَةٍ

وأخو   العَقيلةِ  عَقلُها   وعَقيلُها

 

مَعصوبَةُ  العينينِ تمشي  بكربلا

هذي الخليقةُ  والطريقُ  وراءها

 

لمّا  غَشا  العبَّاسُ  أركانَ الوغى

صاحَ العدوّ: الأرض تَرجِفُ مالَها

 

وتقدَّمَ   التّاريخُ   يَكتُبُ  لَحظَةً

يُطوى  الوجودُ  وعُمْرُهُ  بزمانِها

 

ما  بينَ  عَينَيكَ  ٱنهمارُ  مَواقفٍ

لكنَّما    ضيقُ    الزَّمانِ    أَعاقَها

 

عَيْنُ السَّماءِ مَكانَ عينِكَ أُطفِأَتْ

أوَ  لا  تَرى عندَ  الغروبِ  غِيابَها

 

بَهِتَ   المُطَهمُ    عندَما   أورَدتَهُ

ثَغرَ الفُراتَ فلَمْ يُجزْ في شِربِها

 

علَّمتَهُ .. أمْ  كانَ  مِنهُ  سَجيَّةٌ ؟

منْ يصحبُ العبَّاسَ يأتي بمِثلِها

 

ما زُلتُ  أنظرُ  في  لِوائِكَ  أَنْهُراً

قصَّتْ على الآتينَ  قصَّةَ مَهرِها

 

وأصيخُ سمعي.. في زفيرِكَ صَرخةً!

يا لوعةَ   الأيتامِ   بَعدَ   شَهيقِها

 

وتَشابَكتْ صُوَرُ  الجَمالِ عَلَيكُما

حتى توَهمَ  خاطري مَنْ  ذا  بِها

 

قدْ عاشَ قلبُ السِّبطِ فيكَ وعشتَهُ

فاعتاصَ أمري وٱستبيحَ بدَركها

 

يا مُولِعاً  طَرَفَ  الرِّثاءِ  بمُهجَتي

ومؤجِجاً صورَ الحِمى في طرفِها

 

تلكَ الملاحِمُ حيثُ أنتَ خطَبْتَها

كيفَ استطاعَتْ أن تَفْي لخطيبِها

 

أوقدتَ  وجهَ  النيِّراتِ   بنَظرَةٍ

وسَكنتَ مَجروحَ الجَبينِ بضَوءِها

 

إني  على   كفَّيكَ   لوعَةُ   ثاكِلٍ

تُخفي الأنينَ وراحَتي في ثارِها

 

وأُحسُّ  نيرانَ الحَريقِ  بأضلُعي

إدرُكْ  أَبا  الفَضلِ الحَميَّ خيامَها

***

لمحبي أهل البيت ع لمحبي القائد الشهم الغيور صاحب اللواء والسقاء والبسالة والكفالة سيدنا أبي الفضل العباس ع .. هذه قصيدتي: بمناسبة ذكرى ميلاده الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى