سيناء المتمردة
بقلم: د. إلهام الدسوقي | مصر
اللوحة للفنان النمساوي: يوهان بيتر كرافت
بحثت في كل موقع وتصفحت كل المصادر ابحث عن معلومات استعين بها في التعامل.
متمردة هي تلفظ كل من يعتدي عليها، يتعامل معها كأنها مهملة فإذا هي الشديدة التي تقف في وجه من يعطي إشارة الاعتداء، تحس منها الحنان المخفي خلف ملامحها وتمد يدك لتنال منه فإذا القسوة تطغى وتكشر عن أنيابها. عالمها الساخن المشتعل والنار تحت الرماد شكل ملامحها الحادة تنذر المقربين أما التعامل بالحسنى وأما انفجار البركان. عينيها السمراء تأخذك إلى سراديب التاريخ لتدرس كل تفصيلة ترسم شخصيتها المميزة، أحداثها المتلاحقة جعلت منها منبع لمن يريد التعلم. ذراعين يحتويانها كشريان حياة. شبة جزيرة اسمها، مر عليها الغزاة الرعاة فهزمتهم جميعاً، تتلاقى عند أطراف أصابعها حضارات واديان، فريدة في ثرواتها يشع الفيروز منها يرسم حولها هالة فيروزية يغوص فيها المريدين إلى ما لانهاية
حدثتها بنبرة شديدة التهديد اطالبها بالالتزام فنلت من القسوة ما استغربت وهي القريبة الحبيبة وقطعة من الروح. ذراعين يحيطوا بها شريانين يمدوها بالحياة، تنفث في وجهي بترابها الغزير تعمي عيني وتطلبني بالتراجع، اشعث شعرها حاولت تصفيفه فقاومتني وتمردت، أهديتها المشط فلم تهتم بالشكل ولكن ما يحوي جوفها من جواهر هو الاهم. لم أجد سبيلاً إلا الطريق السلس، طالباتها بأن نكون أصدقاء فكأنني فتحت لها طريق الأمان وقبلت بلا تردد. تبدلت القسوة إلى حنان. طالبتني بأن تضمها الزراعان تحس أنفاسها اللاهثة تحس معاناتها. داعبت شعرها ومشطت أطرافه فابتسمت ابتسامة ناعمة حزينة تعبر عن من اخترق خصوصيتها دون مراعاة لسنها الصغيرة.
لم أكن أعلم الطريق ودلتني سيناء، الطفلة ذات الأربعة أعوام والملامح الحادة