امـــرأة تعثر على رائحتها (1) 

أحلام عثمان | شاعرة سورية تقيم في كندا

– ١ –

اكتُبْ “أُحبُّكِ” على جناحِ الحَمامِ المُهاجرِ منْ صوتِكَ نحو كَتِفي

قُلْ لِصوتِكَ أنَّ الكلمة مكتوبةٌ حتّى لاينسى ويَهمِسَها في أُذني

المكتوبُ لا يُقالْ، المكتوبُ يُشْرَبْ.

 

هذا الّليلُ أشرَعَ نوافذهُ كُرْمى لِعُيونِ بَرقِ الهَديلْ.

وتُريدُهُ مُواءً كالقِططِ وأحْرِمُكْ “أنـا الأنثى”

أعوي كذئبةٍ في صَدرِ مَسائِكَ إنْ شِئتُ، وتَرْضَخُ كَجِراءٍ على أثداءِ كَلبة.

أسكبُ ذاكرتي منْ رَفِّ سَحابٍ أنْ:

ها أنـا كُلّي،  أينَ أجزاؤك!!

 

أنسى شامةَ خَدّي تِسعاً وعشرينَ عاماً وأستنجِدُ بِما تَبقّى منْ عُمرِكَ الخجولِ كالضَّباب.

قُلْ لي “أُحبُّكِ” قُلْ حينَ أستَبِدُّ “أكرَهُكِ”

دَعْكَ منْ كُلِّ هذا وقُلْ في لحظةِ الحقيقة: “بحبّك”

ازرَعْ في قلبي حُلماً لأُصدِّقَ أنـاي.

 ***

– ٢ –

الخطوطُ الواهيةُ على بَطني منْ أثرِ الولادة

أُحبُّ حينَ تراها كُثباناً رمليَّةً في صحراءَ شَمسُها تغيبُ في الخاصرة.

وأصَدِّقُ هذا حينَ تعطشُ ولاتعرفُ أينَ الشَّرق، فأختصرُ لكَ الطريقَ إلى الواحاتِ

بعدَ أنْ أصُفَّ الأولاد فيكَ حتّى لايتقاتلوا.

أشقياءُ ويخرجونَ منَ الصَّفِّ دائمـاً.

 

أنتَ لاتعلمُ المُتعةَ التي تشعرُ بها الأمُّ حينَ تسحبُ ولداً كادَ يغرقُ في النَّبع…

إبنُ شوارع ولكن تلكَ الشَّهقَة: ولادة ثانية.

أنتَ لم تُشاهد المباراة، وضاعَ عليكَ هدفٌ خُرافيٌّ ل برشلونة.

لمْ تَقلِب المحطَّة حتّى لا تقطعَ علَيَّ فناءَ كوكبِ الأرض على “ناشيونال جيوغرافي”

تفصيلٌ كهذا يَجعَلُني أُريكَ في المرآةِ أوَّلَ رجُلٍ وآخرَ امرأةٍ، وديناصوراً يَبتسم.

 

سأُهديكَ جَروَاً في عيدِ ميلادكَ يُدعى “أيـلول”.

سَتُناديهِ هكذا حتّى في نيسان.

أعلمُ كمْ يعنيكَ أيـلول في كُلِّ وقت، وأعلمُ أنَّكَ تَعلَمُ كمْ يَعنيني أنْ أُنادي على وَجَعِكَ:

“يا كـلب”

 

أنت..

لأنَّكَ ابنُ اللحظة

وأنت..

لأنَّكَ لا تملكُ الوقت

تعالَ نلعبُ ألعاباً خطيرة…

سأجيءُ منْ آخرِ الدُّنيـا وأُخربطُ وقتكَ واحتفالكَ برأسِ السَّنةِ مرَّتين.

لا ألعابَ ناريّة هُناك،  لا مقابـرَ هُنا

بإمكانكَ أنْ تنتقمَ بأنْ تكرهَ امرأةً تُحِبُّها

لا أهميَّةَ لهذا طالما أنَّني أستطيعُ أنْ أهمسَ اسمكَ في أيِّ مكانٍ دونَ أنْ تَصطكَّ أسناني بِبعضِها وكأنَّني حافيةٌ على الثَّلج.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى