مملكة لوتريامون الضائعة
بقلم: فتحي مهذب تونس | تونس
لم نجد أحدا
لم نجد بيتنا القديم
أقواس الدموع السوداء
زيزان شجرات الكالبتوس
لم نجد ذهبا ولا حصان العائلة
لم نجد وردا في الحديقة
أو فراشة تئز في الهواء
أو يعسوبا ينقل حجرا كريما إلى سعادة الملكة
لم نجد فهد الندم الأزرق
أو نورس المخيلة السكران
لم نجد ذاك الكناري
الذي يحرس الجارة المسنة
من ثعالب النسيان
لم نجد إلاها ببنطال فضفاض وقبعة طرطور
لأفرغ غيمة شقائي اليومي في جيبه المثقوب
لنخرج كيس صلواتنا بيد ضريرة
لم نجد نوحا ولا سفينة التيتانيك
لم أجد صديقا واحدا لتشييع جنازة المسكوت عنه.
لم أجد بحيرتي الصغيرة في نبرتك المبحوحة
لم أجد بابا مشرعا لأخرج من الشك إلى اليقين
من ظلمات رواسبي إلى مرتفعات الضوء
خذلتني نار المتصوف في كثافة القبو
وأزهاري ذبلت بزرنيخ الصيارفة.
///
نقتل كل يوم
ندفن كل يوم
لم يك ديكور الجنازة لائقا
المشيعون على أصابع اليد
والحاجب افترس قطيع التوابيت
والحفرة عميقة جدا
النسيان بطول ستين مترا
يجر عربة الأموات إلى الميتافيزيقا
بدلا من الأرامل تبكي العجلات المشتعلة
بدلا من صلاة القس
تصلي طيور الغاق
إبتلعت هذه الأرض العجوز إخوتي بفم أدرد.
والحاجب أخفى قطيع التوابيت في الماريستان
أيها المعزون أنصتوا جيدا
لخشخشة دموع الأرمل.
///
كانوا في الهزيع الأخير من الجنون
سيسقط القطار في الفخ
ويطير المسافرون إلى لامكان
بدلا من الشمس أشرقت غزالة في الكازينو
يأكلون قلبي بمعالق من ذهب
فهود لا تفكر في صخب البنادق
خسرت الله في الحرب
وحملت المياه على ظهري لإسعاد الجثث
اكتشفت قناعك أيها الظل
وجهك الملطخ بالوحل والجريمة
إكتشفت أرومة اللاشيء
الغبار الذي يقاتل جنود المرئيات
آه أيها اللاشيء الذي يخطف الجيران بدم بارد.
أيها الجاسوس الأعظم.