كأنّها هي إنانا
أسماء الشرقي| تونس
تنوب عنّي برد المسافات
ما عرفتُها يوما خارج دائرة الذّات
ولا غادرتْ هي أسوَارِي…
أنا المُتيّم بفحيحِ الذّاكِرة
تأتِيني حُبلى بالتفاصيلِ الهَارِبة
كَأنّها هي..
لَم تَمسَسْهَا نارُ الأحْزان
عَرُوس الأمسِ… رَصَاصَةُ غدِي
أقُولُ – لِظِلّهَا المُعَرّشِ في الأوصَال-
بَعدَ مُنتَصَفِ الدّمعَةِ من ثُلُثِ الثّغرِ المُبتسِم:
لا شَيْءَ قدْ تغَيّر… سِوَى
عَقارِبِ الوَجَعِ
أنِينِ الوَقْتِ..
وهَسْهَساتِ الضّبابِ الخَاوِية
ما عدا ذَلِكَ…
رَصِيد مفعَم بالاعتِرافات…
إعتمَر بالصّدى…
برَجْعِ نحيبِ الفكرةِ في غياهبِ الظُّلُمات..
السّجن كان شاهدًا لا يمُور
مُعتكِفًا في زوايا الذّاكرة
يُردِّدُ أغاني الوله
المُسجّاةِ على ملحِ الجُرح
كأنّها هي… إنانا
تعْبُرُني اليومَ وهي فارِهةُ الأنوثة
نتلَهّفُ للعناقِ الأبديّ
والنّور يلتحِفُ كفّينا
لنقول ما لم يقله الشّجن عنّا
لتطرُقَ دمعاتِنا الغافِية أخاديدٌ جذّلى
هدّها الشّوقُ
َعمّدها النِّسيان
كأنّنا نحن…هاهُنا
إتّقدنا في هُيامٍ سرمَدي
واعتنقنا حقولَ الخُزامى
لتضُوعَ نهاراتنا في شموس
لم يعرف ضوؤها يوما
برد الأفول
كأنها هي.. أنا… إنانا