وَطن اليَباب
فايز حميدي | السويد
الضُحى يَقضمُ أطرافهَ في سأمٍ
والخُطى تَنأى في عراءاتِ الحَنينِ
أحدقُ في الفراغِ المُرقطِ
ومن شروخِ السّديم
أراوغُ فِخاخَ النسْيانِ ..!!!
أحقاً ، استوطنَ الليلُ المدارَ
وتَحطمتْ المَراكبُ في تَقاطيعِ النّهار
وخطفَ النُعاس عيدَ المطرِ ؟؟؟!!
أحقاً ، المَسافةُ تَعرتْ من أبعادِها
والدائرةُ من قُطرِها
وانحسرَ البصرُ ؟؟!!
أحقاً ، العَتباتُ أناخَ بِها الغُبار
ثقيلاً كالقَدر ؟؟!!
وانقطعَ خيطُ الرجاءِ
وَجدوى انتظارُ الفجرِ ؟؟!!
قَلبي تتخاطفهُ فراشاتُ الالتباسِ
وارتعاشاتُ الخَريفُ وَمساءاتِ الصَدى !!
قَلبيَّ أزِقة الوَطن الحَزينِ والرّاية العَالقةُ
وسنديانةٌ وتينةٌ وشجرةُ أجَاصٌ
وأنا امتلأتُ بكلِ أسبابَ الرّحيل
يا وَطنّ :
الميلادَ والموتَ ، وأقبيةَ العَذاب العَتيقِ
والمَنفى والجوعَ
وشيخوخةَ الروحِ وَوهن القلبِ
والضِياءَ والظَلامَ
والفِراشَ الضيقُ ، والشَّمسُ الباهِتة
هي نَكبةٌ
ونَكسةْ
وَكارثةٌ
وانتظارٌ للسَراب
يا احتجاباً يُوغلُ في الغِيابِ فيحتدُ الحَنين
يا وطناً ارتحلَ مأواهُ واستجارَ بأريافِ رؤاهُ
أموّهُ عُرّيي كأحلامٍ مُراوغةٍ كَغيومٍ جَريحةٍ
ألملمُ يَأَسي مثلَما يستدرجُ المساءُ الظلالَ
مُتعبٌ بأورامِ وَطَنينِ يَغفيانِ على حاضرٍ شاحبٍ
حيثُ التَفاهةَ موهبةٌ آتيةٌ في جلدِ حرْباءَ
والمَدى المُسيجُ بالمكائدِ ولغةِ الأنقاضِ
يا وطنَ اليَبابُ ملحٌ ورملٌ وَزَبد
يا وطنَ العَاصي والفُرات وَحلب
يا روحاً هشةً وذاكرةً طَريةً
يا نشوةً وَحشيةً يا أرضَ العَذاب
أوطَانُنا شُوهتْ مَلامِحُها
بِلا زهرٍ ولاَ فُصول
ولا سطوةٌ للضوءِ على الظِلالِ
وَراياتُنا كغيمٍ شاردٍ كرمحٍ تائهٍ
كَسَرابٍ في الصَحراءِ
°°°
( القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية )