شهداء جنين.. درس في مسار المواجهة الفلسطينية المتلاحقة
بقلم: شاكر فريد حسن
في إطلالة وإشراقة فجر فلسطيني جديد بامتياز، أطلت جنين القسام كعادتها الوطنية الشامخة، وكما عهدناها في كفاحها المقنن ومقاومتها الشرسة، حيث قدمت للوطن أربعة شهداء سقطوا برصاص المحتل بعد مواجهة بطولية مع شباب مخيمها، الذي أضحى رمزًا للصمود والمواجهة.
وهذا الأنموذج هو درس في مسار المواجهة الفلسطينية المتلاحقة، واستمرار لأحداث مقاومة شهدها الشارع الفلسطيني مع قوات الاحتلال في الآونة الأخيرة، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والاقتحامات المتكررة لباحات الأقصى، والاحداث في القدس والشيخ جراح، قدمت فيها الأراضي الفلسطينية شهداء، ونماذج مواجهة ومقاومة.
وأنموذج جنين يعيد للأذهان المجزرة الرهيبة التي وقعت في المخيم سنة 2002، ولم يكن أكبر الشهداء الأربعة قد تجاوز سن الثانية من عمره، عندما اجتاحت سلطات الاحتلال وحاصرته، وكان المخيم في حينه يخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، وقتلت 52 من أهله وسكانه، وعليه فإن العملية العسكرية الاحتلالية والمواجهة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستعربين، تؤكد أن المجزرة لم تنته بعد، والمخيم لا ولن يستسلم.
الاحتلال لا يريد بلدًا فيه مقاومة ولا شابًا يرمي حجرًا، ويقاوم بصدره وإرادته، بل يريد تركيع الشعب وكسر إرادته، والحفاظ على حالة الهدوء في الضفة الغربية، والتي تشارك فيها أيضًا السلطة الفلسطينية وعناصرها المسلحة.
وهذه المجزرة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة بينيت ولبيد ودعم منصور عباس والقائمة العربية الموحدة، أشد تطرفًا وتشددًا، ولم ولن تغير في السياسات المنتهجة ضد شعبنا الفلسطيني، القائمة على المذابح والتطهير العرقي والترويع والتوسع الاستيطاني، سعيًا لتكريس الاحتلال ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ستظل جنين الحجارة والكرامة الوطنية رمزًا ونموذجًا للصمود والشموخ، ولوحة خالدة تجسد في مقاومتها ملاحم كفاحية وإنسانية اسطورية، لتحقيق الحلم والوصول إلى فجر الحرية وانتصار القضية المقدسة.