تجاعيد الفجر.. من ديوان: “همسات البنفسج”

محمود سيد | شاعر مصري

أسافر في سفوح العمر
لأبحث عن تغاريدي
ألوذ بصحوة الماضي
لأهرب من تباريحي
ألملم من رياض الفجر
طحالب في نواعيري
أناجي قلبي المسجون
بزنزانة
ليرسم وجه آمالي
ويصعد في أراجيحي
إلى أغصان ذاكرتي
ليقطف من ثمار البوح
فأرجع لا تعانقني
سوى الأحلام أعقدها
على جيدي
وأنسى كل أعوام
أراها في تجاعيدي
إذا يوما
تسلل صوتها المخنون
ليشرد من نواطيري
إذا يوما
تسابق طيفها المشنوق
ليرقد في تصاويري
أعيش الماضي المقتول
يحاصرني
بجيش في ثنايا الروح
يقاتلني
فأنسج خارجي وطنا
يناصرني
وتقتلني دهاليزي
متي كانت
تراودنا
غصون الوجد نرقبها
ونحلم أن تعانقنا
عصافيري
متى كانت
تسافر في جبال الجمر
عيون الفجر
لتهديني لحقل نهره يروي
شراييني
إذا يوما
نظرت لوجهي المطبوع
على جدران منزلنا
وعاد الماضي المجروح
يرفرف في ضمائرنا
أهدهد في سما قلبي
أناشيدي
يلاحقني فأمكث في سراديبي
متى أنساك يا عمري
لأبحر في فضاء الغد
وأنقذ فجري المذبوح
على أعتاب أنغامي
متى أصحو وفي كفي
أرى أحلامي العلياء
تلملم في رحيق الصبح
وأغسل ماضي المعطوب
بماء الورد والأفراح
يصير اليوم ذا عيدي
فيصحو الفجر مبتسما
وصار الوجه في صدري
كبستان من التفاح
وقد زالت تجاعيدي
وغنى الصبح بين النور
من الماضي أناشيدي
وأجني من ربيع الحب
رياحيني عناقيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى