الآخرونَ هُمْ كالآخرين
الأب يوسف جزراوي | العراق – أمستردام
اللوحة للفنان الفرنسي: جول بريتون
(١)
الإنسانُ لَا يولدُ إنسانًا
بل يصير ….
لِذَا كُنْ إِنْسَانًا
فَلَيْسَ جَمِيعُ الْبَشَرِ إنس
(٢)
لَسْتُ عربةً
يجَرُّها حُصانٌ
ولستُ العكس مِنْ ذَلِكَ
وإنّما أنَا
مِنْ اقتادُ الْاِثْنَيْنِ معًا
(٣)
لَا تَكُنْ وردة تُقطع
لِتُزيِّنَ مؤائدَ الْجَائِعِ
وَإِنَّمَا كُنْ كتابًا مُفِيدً
يُطعِم عقولهم الْجَائِعَة!.
(٤)
اليومَ تجمعَ الأصدقاءُ
للإحتفالِ بعيد ميلادي الأربعين
ولَكِنْ كيف يحدثُ هَذَا
وأنَا لَمْ أولد بَعْدُ؟!!.
(٥)
لَقَدْ لعب مَعِي بالنّارِ
وها هي النّارُ تَشْتَعِلُ
فاِنْتَشَرْت رائحةُ احتراقه!!.
(٦)
دائمًا مَا سمعَ ورأى
الزُّهور تُغني
والسَّنَابِل تتراقصُ
والْأَنْهَار تبتسمُ
رغمَ أنَّ للطّبيعةِ لُغَة
لَا يفهما سِوَى أولئكَ الْمُتَ
(٧)
لَا تَكُنْ مثلَ أعمى عَنِيد
يصرُّ عَلَى السَّيْرِ
فِي طرقاتٍ مُظلِمةٍ
لَا نقطةَ وصول فِيهَا!
(٨)
الكِتابةُ لَيْست صعبةً جدًا
ولَكِنْ مِنَ الصُّعُوبَةِ
أن تكونَ مقروءً
وَالْأَصْعَبِ أن تغدو منشورًا!
فالبعضُ كُلّمَا كَتبَ خسرَ
والبعضُ الآخرُ
كُلّمَا كَتبَ كسبَ!
(٩)
عِنَدَمَا أستمعُ لِنُصُوصي بِ
أشعرُ أنّها لِشخصٍ أعرفهُ
ولَمْ ألتقِ بِهِ
لَهُ ذات النَّبْرَة وَالبُحّة!
لَكِنّي حِينَ أكتبُها
أَتَيَقِّنُّ أنّها لِشَاعَرٍ
يعرفني عَنْ قربٍ
ولَا أعرفهُ!!.
(١٠)
لَا تُحَدِّقْ إِلَى الطّرقِ
قبلَ السّيرِ فِيهَا…
لِذَا أجِلَ الحُكّم عَلَيْهَا.
فبعضُها سيأسرُكَ مِنْ أوّلِ نظ
وبعضُها مِنْ بعضِ الْخَطْوَاتِ
أو فِي المُنتَصِفِ…
وَالْبَعْض مِنْهَا
لَنْ ينالَ رِضَاكَ عَلَى الإِ
بيدَ أنَّ الطّرقَ
الَّتي لَا تستهويكَ فِي البَ
ربُّمَا ستنالُ رضاكَ لحظةَ الْ
وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ.
(١١)
لاَ تَجِرِ نحوي بسرعةٍ
لئلّا تغدُو مثلَ عدّاءٍ
سقَطَ أَرْضًا
قبلَ خطِّ الوُصُولِ!!.
(١٢)
لَمْ أجدْ شخصًا طَيِّبًا
فِي ملكوتِ الأرضِ
نجا مِنْ آثارِ طيبتهِ!!.
لِذَا أقْرِنَ الطِّيَبَة بِ
(١٣)
كُلّمَا طرقتُ بابَ السُّؤالِ
للتَّطَرُّقِ إِلَى بَلدي…
يُجيب مُجيبٌ:
صَعِدَ سَلالِمَ الحُرُوبِ وَمَ
(١٤)
أيُّهَا النَّوْرَسُ
مِنَ الْمُسْتَحْسِنِ
أن تحملَ وطنكَ إِلَى منفاكَ
لِكَيْ لاَ تَكُونَ الغُربةُ بد
(١٥)
أنَا لَسْتُ كغيري
الآخرونَ هُمْ كالآخرين…
وأنَا هُوَ أنَا
وَلَا أريدُ أن أكِونَ إلّا أنَ
لَكِنّي أكثرُ مِنْ مجرّدِ أنَ
فالآخرونَ كَمْ يصبونَ
لَكِي يكونَ واحدُهم
عَلَى شَاكِلَتِي
فَعِنَدمَا تعثرُ عَلَى نَفْسِ
وَ تُدْرِكُ مَا تُرِيد
حَتْمًا ستكُون مَحَطَّ أنْظارٍ
ونموذجَ تقليد!!.