كن مسؤولا ولا تتجاهل
بدرية بنت حمد السيابية | كاتبة عمانية
حقاً أصبحنا أغراب نعيش على أرض الواقع وفي هذا الزمان أصبح البعض غير مبالٍ وغير مهتم وأصبحت العادات والتقاليد في نظرهم شي قديم وماتت مع أصحابها الأوفياء واندثرت ولا رجوع لها، وتبقى الذكريات مجرد صورة تحكي أو لا تحكي لهذا الجيل، للأسف أصبحنا مقيدين بما نشاهده اليوم من ظواهر غريبة ودخيلة علينا والسؤال الأهم على من يقع اللوم؟.
أصبح أبناءنا في هذا الوقت جليسهم جهاز صغير يسهل حمله بأشكال وأنواع مختلفة مثل الجوال واللاب توب والآيباد وغيرها من الأجهزة الإلكترونية المتطورة يسرحون ويمرحون بلا مراقب ولا حسيب وهو العدو الصامت للصغار والكبار أيضاً يبرمج عقولهم ويستنزف قواهم وصحتهم والبعض يشاهد هذه المناظر دون الدخول المبكر والحد من التوغل في خبايا هذا الجهاز، والجرم الأكبر عندما يرى الوالدين ابنهم أو ابنتهم في قمة الانشغال بهذا الجهاز ولساعات طويلة دون الاهتمام والمراقبة الدائمة لهم.
الجميع يعلم سلبيات هذه الأجهزة والأغلبية قد كتب وعبر عنها ولكن ما زلنا نعاني من هذا الأمر، لاشك أنَّ لهذا الجهاز فوائد إيجابية ولكن يجب استعماله بالطريقة الصحيحة والسيطرة التامة في كيفية التعامل مع هذه الأجهزة بحذر وإتقان حتى لا نخرج عن المسار الصحيح، أصبح أبناءنا يستخدمون هذه الأجهزة بكثرة وبشكل كبير دون وعي ولا إدراك بالأضرار الناجمة عن سوء الاستعمال وناهيك أيضاً الجلوس طويلاً والانعزال عن بقية أفراد الأسرة وطبعاً هذا من الجوانب السلبية، لذلك وقبل تفاقم الوضع يجب التدخل السريع لحل المشكلة والجلوس مع الأبناء واحتوائهم والخروج معهم والتحدث إليهم كونوا قريبين منهم.
أصبح العالم بين يديك من خلال هذه الأجهزة الإلكترونية المتطورة “بضغطة زر” كما يقال فأحكم عقلك قبل اتخاذ أي خطوة وتكون على وعي بكيفية الاستفادة وكيفية الاستغناء والأجمل أن تكون هناك مراقبة مستمرة بين الحين والآخر لمستخدمي هذه الأجهزة وخاصة أبناءنا الصغار، وأن تكون التنشئة الصحيحة لديهم منذ الصغر وغرس في نفوسهم الوازع الديني والخوف من رب العالمين وأن يفرقوا بين الأشياء السلبية والإيجابية، ولا يلجأ الابن أو الابنة في حالة عدم إيجاد الوالدين أمامهم ومصارحتهم بكل ما تعيق بهم الحياة من عراقيل إلى أصدقاء السوء وبالتالي لا تعلم من الصالح والطالح من هؤلاء الأصدقاء .
لذلك من وجهة نظري أن تكثف عمل المحاضرات والورش وأؤكد كل التأكيد على أمر مهم وهي : “المراقبة” مطلوبة وتكون بطريقة غير مباشرة حتى يعلم الإبن أو الابنة بأنه مراقب من الله ومن الناس المهتمين لأمره سواء والديه أو أحد الأقارب وخوفهم من بعض العوامل المؤثرة على عقولهم الصغيرة وتفاديها في الوقت المناسب، نسأل الله لأبنائنا الهداية والسلامة.