بكاءُ الوردة
مازن دويكات | فلسطين
البكاءُ الأول
الوردةُ
بينَ أصابع روحي تبكي
تجهشُ ضاحكةً
تستحضرُ من حقلِ الدمع ِ ملائكةً
وأنا أشربُ دمعتها
من إبريق الضحكِ
لي قنطرتان على نهرِ الحزن ِ
واحدةٌ توصلني ليقيني
والأخرى تخرجني من باب الشك ِ
ضاق الأصبعُ بالخاتم ِ
والخاتمُ عشُ فراشاتٍ
تتسلى في الصبح ِ
ِبتنظيم مرور اللازوردْ
في بستان المسكِ
ضاقتْ نافذتي
خرجتْ من جدران البيتِ
فهبطتُ إليها, صارتْ باباً
خارج مُلكي
فدخلتُ وأدخلتُ معي
ما كنتُ أراه ,فلمْ يلمحنَِّ سوى أنت ِ
وكنتُ وكنت ِ
داخل عينيكِ وخارج وقتي
لا, لست أنا نوحْ
لكني الآن سأبوحْ:
ما كانَ لهذا الطوفانْ
أن يقلعَ أشجارَ البستانْ
ويدمّر في قلبي صومعةََ النسك ِ
ونفرتُ كما الطير ِ المذبوحْ
جمّعتُ بكفيك ِ من الأزهارْ
وبعينيك ِ من الأقمارْ
إثنين.. إثنين.. إثنينْ
وصعدنا درجَ الفلك ِ
البكاء الثاني
الوردةُ تبكي في الليل ِ
وترقصُ ضاحكة في الصبح ِ
وبحبر ٍ محموم النفح ِ
تكتبُ فوقَ البتلات
أوجاعَ البوح ِ:
كمْ ثغر ٍقبّلها من مملكةِ النحل ِ
كمْ سربِ فراشات لامسها
ثمّ توارى في غابات النخل ِ
الوردةُ, من عادتها
أن تذهبَ في الحبِ
وتطرقُ بابَ البُخل ِ
فلذا,
ستُغالطُ في العَدِّ,لتلجأ للطرح ِِ
فيمرُّ عليها طفلٌ
كانَ يخوضَ بصندلهُ في الوحل ِ
فطوى رقبتها وبكفيّه تئنُّ
وترشقهُ برذاذ النصح ِ:
أيحبُ ملاكٌ
أن يشربَ من شلال ِ الجرح ِ!
فبكى وابتلَّ دموعاً
أتراهُ يسوعاً
يبكي في عيد الفصح ِ!
الوردةُ واقفةٌ, فبكتْ حزناً
حينَ رأتْ قرصَ الشمس ِ
يغطسُ بينَ القمة ِ والسفح