حضن نبيلة عبيد!!.. يوميات كورنيش الاسكندرية (١٠)
يكتبها : محمود عبد المقصود – نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام
أصر صديقى أن يعود لمنزله فى أطراف المدينة ليعد نفسه لتلك السهرة السنوية التى ننتظرها سويا كل عام فتحمل مشقة الطريق وحرارة شهر أغسطس وراح ليرتدى ملابسه الفاخرة غالية الثمن جميله الألوان .. بينما آثرت أنا الراحة فى مكتبى كعادتى بعد رحلة عناء يومية فى العمل أطوف فيها على نيابات الإسكندرية وأقسام شرطتها شرقا وغربا لالتقط من هذا خبر، ومن هذا موضوع وحكاية، ثم أواصل عملي بالمساء حتى تمام موعد الطبعة الثانية للجريدة..
المهم أننى رفضت نصيحة صديقى أن أعود لمنزلى لأستعد أنا الآخر لتلك الليلة التى ننتظرها سويا كل عام .. وبالفعل ذهب صديقى لمنزله بينما افترشت أنا أرضية المكتب ملتحفا بسجادة الصلاة سرعان ما استسلم جسدى المجهد لنوم عميق من صلاة العصر حتى اقتراب موعد العشاء لأفيق على رائحة بارفان نافذة ضاقت عليها حجرة مكتبى فاستيقظت لأجد بجوار ى صديقى فى حلة عرسه بأناقته التى زادها بوسامته بريقا وقبولا وجمالا ..
فضحكت وقلت له: من أجل هذا لم أغادر مكتبى يا صديقى الجميل.. فضحك ضحكة هيسترية وقام باحتضانى وقال: “يلا اتاخرنا يا أستاذ” .. وبالفعل توضأت ووضعت (كولونيا ٥٥٥) التى أعشقها ولا تفارق مكان تخطوه قدماى منذ نعومة أظافرى حتى تاريخه.. وقلت له مازحا لن أفسد برفاناتك يا صديقى بهذه الكولونيا المتواضعة فابتسم واصطحبنى فى سيارته وتوجهنا سويا لفندق شيراتون المنتزة بشرق الإسكندرية حيث فعاليات افتتاح “مهرجان الإسكندرية السينمائى” .. الذى كان حضوره بالنسبة لى نزهتى ومصيفى ورحلتى وفرحتى السنوية.. نعم كان للمهرجان فى أوائل تسعينيات القرن الماضى بريق خاص واهتمام غير عادى جعل نجوم الفن أولهم وآخرهم يشدون إليه الرحال عن عشق وحب وحولوه بأزيائهم النادرة الفاخره لمهرجان عالمي .. تتابعه الوكالات و تلاحقه الصحف وتهرول إليه النجوم ..
ورغم ذلك لم يستهونى يوما العمل بالفن أو تغطيه أخبار مهرجانه ..ولأننا كنا فى زمن محترم كانت تأتينى دعوات حضورحفلة افتتاحه وبعض أفلامه سنويا ..
وقطعت أنا وصديقى كورنيش العروس الساحرة.. لنصل فى الوقت الذى تتوافد فيه النجوم لقاعة الافتتاح وكل ما اقتربنا كان يستوقفنا بين الحين والآخر حشود وكاميرات تلاحق دخول النجوم من الفنانين ورجال المجتمع؛ فهذه بنت الجندى وتلك بنت لطفى وهذه بنت الحكيم وووو.. وكمال الشناوى محمود عبد العزيز ..وعزت العلاليلى ونور الشريف ومصطفى فهمى و و و و وكان لكل فنان حاشية يأتى بها تفسح له الطريق وتجذب له الانتباه
.. ولا أخفى عليكم كانت تراودنى كثيرا رغبة داخلية لالتقاط صور تذكارية معهم إلا أن كبريائى كان يقف لى بالمرصاد ويمنعنى من هذه الحماقة التى تراودنى رغم أننى أتوسط مشهدهم هذا ورغم وجود كاميرات عديدة فى أيد زملائنا المصوريين فى زمن غياب كاميرات الموبايلات ..
وووسط هذا الجو المشحون بالإثاره والمتعة والاندهاش سمعنا أنا وصديقى صراخ وتصفيق وتهليل يأتينا من الممر المؤدى لقاعة الافتتاح وكانت بطلته الفنانة نبيلة عبيد وما أدراكم ببنت عبيد انقلبت الدنيا حولها ومن خلفها ومن تحت أرجلها لقاءات وكاميرات وتصوير وسلامات حشود من هنا وحشود من هناك ووو و
جاءت الراقصة ليتحول الحاضرون لطبالين.. من يقترب منها يتأكد له أنه لم ير من قبل نساء فيها تشتم رائحة كل النساء!!
وبينما كنت أقف أنا وصديقى نراقب الموقف وجد بنت عبيد تخترق من حولها من الحشود وتتجه نحوي وتعانقنى بقوة وتقبلنى وتقول لي أنت فين ابقى كلمني ضروري !!واتجهت نحو القاعة لتتركني فى حالة اندهاش انتبهت لها بعد لحظات لأجد صديقى يرمقنى صامتا مذهولا هو الآخر ولم يتكلم حتى لملم نفسه وأخذ يمكر معي فى الحوار لعله يجد لنفسه إجابه على تلك الأسئلة وعلامات الاستفهام التى لاحقته وسيطرة عليه
وإمعانا فى لحظة اللامعقول التى أعيشها قلت له الموضوع يا ابني مش موضوع برفانات ومظاهر وو و و و و نوعية النجوم دى اسالنى أنا عنهم !!
ويبدو أن كلامى مع تفاصيل المشهد الذى رآه بأم عينيه جعل الأمر عليه شديد الغموض والالتباس حتى ظن بالفعل أن لى علاقة بالفنانة نبيلة عبيد… وراح يمكر معي فى الحديث ليعرف ماهيه هذه العلاقة! فضحكت فى نفسى وقلت له استحلفك بالله يا صديقى استر علي !