سلبيات الـ “و لا حاجة”..!

 أماني هاشم | فنانة كاريكاتير  – مصر

 

هاجمنا مؤخراً الإعلام ومواقع السوشيال ميديا بمجموعة من المشاهير المجهولين: أناسٌ يترددون علينا بكل مكان.. ويتهافت الناس على متابعتهم.. توقعت أن منهم حائزاً مثلا على جائزة نوبل.. أو ربما مفكر.. أو أديب.. أو مبدع في أي مجال من مجالات الفنون المختلفة!!
علمت أنهم يوتيوبرز.. مشاهير اليوتيوبرز..!
فأخذني الفكر مرة أخرى.. هل يقدم أحدهم برنامج علمي؟ .. أو فكاهي.. ربما يقدم برنامجاً في فنون الطبخ.. ونحن شعب يعشق مثل هذه النوعية من البرامج!
إلا أن الصدمة كانت في مشاهدة مقتطفات من حلقاتهم عاليوتيوب.. إنهم يقدمون “الولا حاجة”.. نعم “الولا حاجة”.. تجد مثلاً في بعض الحلقات زوج يتناول الطعام مع زوجته على السُفرا.. يأخذها للسوبر ماركت في حلقة ثانية.. يتناقش مع أولاده في حلقة أخرى .. إلخ!
أين ما يقدمه هؤلاء اليوتيوبرز؟!! والمدهش فعلاً.. ما الذي جعل أمثال هذه الحلقات تحقق نسب مشاهدات عالية ؟ جعلتهم يتربحوا ملايين الجنيهات سنويا؟!
هل أصبحت أحداث حياتنا اليومية مشوقة لهذه الدرجة من الفضول؟

ربما في بادئ الأمر تركت تفكيري المتحيز جانباً.. وتسائلت لماذا نكره أن ينتشل اليوتيوب أمثال هذه الأُسر من قاع الفقر بدون أي مجهود!! إنهم يجلبوا لمصر العملة الصعبة!!
ولكننا لا يمكن تجاهل الآثار الجانبية لمثل هذه النوعية من القنوات.. كيف يمكن للأسرة المصرية المعروفة بتقاليدها المحترمة عبر الأجيال أن تهتك خصوصيتها بهذه الطريقة من أجل المال؟!
كيف أصبحت هذه القنوات مثلاً أعلى لبعض العائلات في مجتمعاتنا؟ وأصبح التنافس حاداً لعرض حياتنا الخاصة على العامة!
كيف تُضيع الشعوب العربية أوقاتها في مشاهدة مثل هذه القنوات التي لا تقدم لهم أي شئ!!
إنها بالفعل مأساة، لا نعلم تحديداً إن كانت هذه النوعية من القنوات تحقق هذه المشاهدات العالية وفقاً لمتطلبات الشعوب العربية، أم هي إحدى محركات القوى الخفية بالدول الكبرى؟!
وإذا نظرنا بعيداً عن فكرة المؤامرة.. نجد أن مثل هذه القنوات تحتاج وقفة حازمة من المسؤولين حتى لا تسبح الأسرة المصرية مع التيار!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى