أودية الهوى.. مهداة إلى الشيخين: سعود بن علي الخليلي والشيخ أحمد بن محمد النبهاني

الشاعر الشيخ السفير هلال السيابي | سلطنة عمان
(المناسبة: اصطياف الشيخين في لبنان)

ما بين أودية الهوى وخميله
قف بي أردد ذكريات أصيله

///

الأفق سمح لا تكف يداه عن
ردٌِ الجميل السمح نحو جميله

///

والشمس من خلل الغيوم كأنما
جاءت مراقبة لزهو خيوله

///

أما الغمام على الخمائل فهو من
أوحى إلى نيسان سر فصوله

///

فبدت رباع الخلد زاهية الربا
مخضرة تروي جلال أصوله

///

والسحر – يالسحر – كم هو عابث
من جفن كل أغن في ترجيله!

///

فإذا رُمِيتَ فذاك نصل مُكَحٌلٍ
وإذا شُفِيت فذاك سر كحيله

///

وإذا سقيتَ الخمر أو أشربتها
فاعلم بأن الكأس من معسوله

///

فأسأل “ببكفيا” عن الحور التي
صلى الجمال لها غداة مثوله

///

من كل مشرقة الجبين وسيمةٍ
تبدي وتعبث بالهوى وفلوله

///

السافرات الساطعات من السنا
والنافرات بظله وظليله

///

وكأنما صاغ الجمال خيالها
حتى ليحسب قطٌُ من تخييله

///

أندى من الصبح النديٌّ صبابةً
وأجل من إقباله وقفوله

///

حاز الجمال الفرد لبنان الهوى
وسما بتاج الحسن في تدليله

///

فإذا رأيت رأيت باذخ عزه
وإذا نظرت نظرت در مسيله

///

ولمحت لؤلؤ غيمه وسحابه
دررا بأجياد الهوى وشبوله

///

“بلد أعارته الحمامة طوقها “
وكساه طاووس الهوى بجديله

///

بلد الصبابة منذ كان، وإنما
يهفو الهوى لخلاله وخميله

///

يسري السراة بكل أفق شاسع
ويردهم لِرُبَاه حسن فصوله

///

كم أصيدٍ جاب العوالم سائحا
حتى استقر على أريج عليله

///

كزعيم وادي المجد وابن زعيمه
والسيد المرجوٌِ في تأميله

///

وابن الخمائل من سمائل وضٌَحاً
وفتى السيوف البيض من تأهيله

///

حملَ القرونَ الغرٌَ منه بمفرقٍ
عالٍ أشمٌَ ، ولم يهن لحموله

///

وله فتى نبهان يشترك الخطى
بجليله يوم العلا وقليله

///

قمران من عليا عُمان وأفقها
ضاءا بلبنان وافقِ فحوله

///

وتسامرا. والبدر ثالث ركبهم
والصيف يجمعهم بوشي حلوله

///

قد قال قبلهما أبو دلف؛ انا
كالشيخ كسرى في اقتسام فصوله

///

أشتو ببغداد العلى وأصيف في
أجبالها تحت الحيا وهطوله

///

وكذلك الشيخان وهي مكانة
لذوي العلا من أهله وقبيله

///

شغفا بلبنان سناً وفخامةً
والمرء يشغف بالشبا وصليله

///

وتعاطيا كأس القريض فمولع
بنضيد ” أخطله” ودر “خليله”

///

وتنادما والشهب ترمق ركبهم
عن دورة التاريخ أو تفعيله

///

فهما هما دوما قريعا موقف
عال يضل العقل عن تعليله

///

وهما هما في فكرهم وخلالهم
عقل يقل وجود بعض مثيله

///

وإذا الفتى اختبر الشؤون وعاشها
فاصحبه في عرض الزمان وطوله

///

ما كل من تلقاه نصل مهند
لا سيما بعد الهوى ونصوله

///

كالأشقر الزاهي يدل بأصله
أو بالثلات الغر من تحجيله

<><>

لبنانُ يا وطنَ الحضارة والعلى
ومنارةَ التاريخ في تأصيله

///

والأشقر العربي في حلباته
توحي إلى التاريخ غرٌَ حجوله

///

خلٌَدت للوطن الكبير قصيدَه
أحلى من القيثار في ترتيله

///

وأعدت للضاد الاجل بهأءه
بحداء “عقل الشعر” أو بفلوله

///

والسابقين من الألى غنٌَى لهم
سجع الحمام على مقام هديله

///

من كل جحجاح كأن هتافه
آي من القرآن في ترتيله

///

يرغي ويزبد بالروائع شُرٌدا
وكأنها الآيات من تنزيله

///

وإذا نسيتُ فلست أنسى سيدا
قد صاغ للتاريخ زهو فصوله

///

لله “نصرك” ما أجل حسامه
من صارم ماضي الغرار أصيله

///

ابن العروبة من ذؤابة حيدر
وحفيد أحمد ذي العلى وسليله

///

فلترفعوا مني التحية كالشذى
للسيد المرجو في تجليله

///

والله ينصره ويحفظ شخصه
حتى نرى في القدس زحف خيوله!

<><>

وإليكموها أيها العلَمَان من
قلب غدا بالدهر مثل طلوله

///

لولا محبتكم ووافي مجدكم
لم تسمعوا لطنينه وطبوله!

^^^

تنويه: نظمتها في ٢٤ يوليو ٢٠١٩

  • في البيت (14) تضمين لبيت قديم نصه “لد أعارته الحمامة طوقها” وكساه حلة ريشه الطاووس)
  • في البيت (22) إشارة إلى أمير عربي في العصر العباسي والإشارة إلى قوله:
    أني امرؤ كسروي الفعال
    أصيف الجبال وأشتو العراقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى