مطَرٌ يَأْبى الرَّحيل
محمد خلاد السكتاوي | المغرب
مطرٌ هناك
ينشر غُلالتَه على القرية العارية
يأبى الرَّحيلَ مع الشتاء
حين تنامين فوق العشب الثَّلْجي
يقف تحت نافذتك
يُغنِّي بِبُحَّة مُبلَّلة بالندى
يرقص فوق سقوف الأكواخ
ويمسح الحزن عن وجه الشجر
في الشعاب المخضوضرة بالصفصاف
شادِياً يهمس في ناي الرِّياح :
ها أحلامُك تستيقظ في جَسَدي
قدحُ نبيذ ورغيفٌ قروي
في سمر على حَافةِ غدير
وأنا أعانق فيك العناق
فكيف أنزع من قلبي
بَرِيقَ عينيْكِ
وأنسى ما مضى
وما روَيْتُكِ ولاارتويتْ
لمّا أشرقتْ روحُك
من فُرْجةٍ بيْضَاء بين الغيام
صار ليلي قمرًا بلاحدود
وفضائي بحيرةَ مَلْأى بالبَجَع
فماذا سأكون
يا قاتلتي
لو صِرتِ سيمفونية تعزفها الشموس
وتُكَلِّلُ بالضياء الجِبال ؟
قالت بغُنْجٍ ومَلاَحة
وقد رشّتْ عليه قطرةَ مطر
كادتْ أن تهرب من كفِّها:
ستكون دمعةَ فرح
على وجنتيَّ
وسيكون صَدْري
مرفأً لنوارسك الصاخبة