مَن أولًا: التغيير السياسي أم الثقافي؟
سمير حماد – سوريا
إذا كان الإصلاح السياسي مطلباً ملحّاً, فإن الإصلاح الثقافي مطلب أشدّ إلحاحاً، وستتغيّر بنية أيّ منهما عندما تتغيّر بنية الآخر، ولكن الخلاف الذي لم يصل أحد إلى حسمه، فهو: أيّ الإصلاحين يسبق الآخر فيؤدي إلى تغييره، وتغيير مؤسساته وبنيته، ومن غير المعقول أن يحصل تغيير في أحدهما دون أن يتبعه تغيير في الآخر.
المهم أن تحصل عملية التغيير والولادة. ولا حاجة للجدل حول الدجاجة والبيضة وأيهما السابق..مع ترجيحي لسبق الثقافة، دون إسهاب في الجدل.
إذ أن التاريخ أكّد أن المثقفين كانوا في طليعة الحراك الثوري, وعمليات التحديث والتغيير, لكن البعض من هؤلاء المثقفين من ربط نفسه بالأنظمة العميلة أو الرجعية والمتخلّفة، لقاء مصلحة أو نفع لايليق بالمعرفة والثقافة، ولكن هؤلاء سيكون مصيرهم مرتبطاً بمصير هذه الأنظمة المارقة,، وسوف يسقطون، لامحالة، بسقوطها الأكيد، وسيرمون مثلها في مزبلة التاريخ.