ذكريات نخلية.. مهداة للخال عبد الله بن خلف الخروصي

هلال السيابي | شاعر ودبلوماسي عماني سابق

أشاقك ربع باللوى وعهود
مضين وأرام زهون وغيد!

///

أأم نازعتك النفس أيام حاجر
فبتٌ وللدمع السخي خدود!

///

تغالب زهو الدمع والدمع غالب

يضج له وجه أشم وجيد

///

فقلت دعاني ليس بي اليومَ حاجر
ولا بي ورب الكائنات زرود

///

ولكن ألحٌ البين بي عن مرابعي

وأورى فؤادي بارق وبريد

///

وذكرني الأيام غرا زواهرا
فجادت جفوني والجفون تجود

///

لياليَ في شاذون تجري خيولنا
سباقا وأفلاك الحياة سعود

///

وللدهر فيها نظرة تبعث الهوى
وعيش بأكناف السرور رغيد!

///

وبي من هواها مثل ما بأعنتي

وللخيل منا طارد وطريد

///

فبتٌ لذكراها كأني على الغضا

وقد غاب عنها سيد ومسود

///

يساورني الشوق الملح لعهدها
ومن دون مرآها قرى ونجود

///

وللبين آفاق وسوح عريضة

يكاد لها القلب العميد يميد

///

وقد حال من ذاك الزمان محاله
وبدل منه طارف وتليد

///

وما الذكريات الغر إلا مناصل

تصول بأعشار الحشا وتكيد

///

أجل، دونها فعل الأسنة والقنا
وإن لامست منها الفؤاد برود

///

فيا لك من ذكرى جلال وعزة

لعهد له بين الضلوع عهود

///

إذ العود فينان الملامح شرة

وغصن التصابي من هواه جديد

///

وإذ نحن أمثال الأسنة والهوى

ملح ، وريعان الشباب عتيد

///

وللشهب الزهراء ألف إشارة
تجدد آفاق الهوى وتعيد

///

وتفعل مابين الجوانح فعلها

فمنا أسير للهوى وشهيد

///

ومن فوق أعواد التصابي منابر لها

المجد أفق والسماء حدود

///

وللجد – يرعاه الإله – بيارق
تشير الينا بالعلى وتشيد

///

وتحملنا للشامخات من الذرى
وفي الدهر ما أرخى العنان صعود !

///

تمر الليالي زاهرات مضيئة

كما زهرت بين الرياض ورود

///

فلله ذياك الزمان كانما
له من فراديس الجنان برود

///

تألق حتى ما نرى غير ساطع

تضيىء به غيد وتشرق صيد

///

و تعلو به منا شباب وشيبة
و تورق منه صبية وجدود

///

وجلٌ به شيب علوا وشبيبة

كذاك المواضي حدهن حميد

///

فتحت جلال الشيب يختبيء الصبا

وتحت الصبا بيض ترف وسود

///

وهل كالصبا داع لمجد وسؤدد
وهل كالصبا للشامخات مشيد

///

وهل مثل أحلام الشيوخ اسنة

تجلي ظلام الليل وهو شديد

///

ولا مثل شيخ المجد والفضل والندى
ومن هو في أفق الفخار وحيد

///

فلله منه من أجل كمثلما

تريد المعالي من فتى ويريد

///

تحدر من شاذان في ضئضىء العلى
فنارت به شاذون وهي سعود

///

وأورثها من “وارث “فضل وارث
وللصلت أعلام بها وحشود

///

وأشرق من “عزان”نهج سبيلها
و من ناب “ذي الناب” الأجل عمود

///

وما زال من غسان فيها شمائل
فدع للمعالي ما تشاء تجيد

///

عليه سلام الله مني ورحمة
تبرد منه مضجعا وترود

///

وتمطره بالفضل والمنن العلى
وتهطل في إبراده وتجود

///

فما كان إلا رمز مجد وسؤدد
وضيغم غاب أنجبته أسود

///

أبا أحمد والقول فيك حميد
وللحمد عَوْد في رباك وعُود

///

تذكرني العهد القديم ولم أكن

سلوت وإنى والشجون وقود!

///

وأيام شاذان ومن لي بمثلها

وإنى لأمثال النجوم وجود!

///

وترسل من قول ابن مالك صارما

له بين أحشاء الفؤاد غمود

///

“كفى حزنا إني مقيم ببلدة 

أخلاي عنها نازحون بعيد “

///

فلم أدر أي الواديين أظلني

هوى ونوى ليت الفؤاد حديد!

///

وحقك لولا صبية وصبابة
لطارت قفار بي إليك وبيد

///

وخلفت خلفي كل ما ضمت الضحى
ويممت طرفي حيث أنت فريد

///
وحيث الهوى العذري مرخٍ عنانه

وحيث المغاني أنجم وعقود

///

وقلت لدهري ويك قد بلغ الزبى
مداك، فاسجح فالبلاء شديد

///

أتبلو مقامي بالخطوب جسيمة
ولم تدر أني في الخطوب جليد

///

ولي من بقايا الصبر درع ومغفر
تزيد مع اللأواء حين تزيد

///

أتدفع بي عن ساحة الفضل والهدى

وحيث المعالي ركنهن شديد!

///

 على أن لي قلبا إذا هوم الدجى
يمور اضطرابا والأنام هجود

///

أطالبه بعض الهدوء فأنثني

وبي منه وعد باللظى ووعيد

///

ولم لا وقد جاشت غوارب نأيه،

وفاتته احلام له ووعود

///

فيا لزمان لو يعود رواؤه
وأي زمان – وا أساه- يعود؟!

///

وهيهات عزت عودة فدع المنى
فإن الأماني كالسراب تبيد

///

وما كل ما ترجوه آت وإن يكن
لك الكون طوع والزمان جنود

///

كذلك قد قال الزمان فلا تخف
سيجري بما قد شاءه ويريد !

///

فحقق بحسن الختم عمرك كله
فليس لحي والإله خلود !

 

7 شعبان 1437 – 15 مايو 2016 جاءت بعد اتصال مع الخال عبدالله بن خلف الخروصي ذكرني فيه بقول سليمة بن مالك بن فهم الازدي بعد مفارقته لاخوته الى فارس فقال :
كفى حزنا اني مقيم ببلدة
أخلاي عنها نازحون بعيد

وسليمة هذا هو الذي تنتسب اليه قبيلة بني سليمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى