حيرة وأقاصيص أخرى
صلاح عويسات | فلسطين
أسرار
رفض الوالدان بشدّة إصطحاب ابنهما الذي أبدى تفوّقا منقطع النّظير في الدّراسة عن بعد، خوفا عليه من “كيوفيد 19” وأصرّا على استلام الجائزة بدلا منه، اقترح المدير أن يذهب هو بنفسه لتقديم الجائزة، فوجئ بحمرة وجهيهما… وعرق.
حيرة
ذاك الأب الذي حصَّن أبنه بالدّين من الإنحراف المتفشّي في المجتمع، يتمزّق قلبه عليه بعد زجِّه بالسّجن بتهمة الإرهاب.
عقال الذّل
منذ فتحت عينيّ، وأنا أرى أعمامي يلفهم الوقار…ذات فرح دعاهم رجل غريب للدّبكة، استعاذوا،لكن بعد نظرة شزر منه، رقصوا كمحترفين، بدأ الشّكّ يساورني،صرت أراقبهم، فإذا بهم يتسللون إلى ناد ليليّ يقدم زجاجات ذلّ معتّقة، وكؤوس نذالة منمّقة، تضرب فوق رؤوسهم القيان، فإذا عادوا، عادوا بلباسهم العربيّ، يطقطقون حبّات مسابحهم… ذات يوم ساومهم صاحب النّادي على أعراضهم،أرغوا وأزبدوا، ثم ما لبثوا أن رضخوا…تبيّن أنهم شركاؤه منذ زمن بعيد.
فيتامين واو
من الشّباك سمع ذاك العامل اﻷشعث اﻷغبر جدال دكتور اللغة عبر الهاتف، أخذته الغيرة، درق الباب ودخل بحذائه المتّسخ، احمرّ وجه الدّكتور، سأله عن مراده، فأجابه بأدب:
سمعتك تقول كذا وكذا!
سأل الدّكتور محتدّا وما شأنك أنت؟
أجاب: الصّواب في المسألة كذا وكذا.
تفاجأ الدكتور من إجابته، أحضر فنجاني قهوة، وجلس يستمع في ذهول، قال أنت عالم ولست عاملا.
شكره على القهوة وعاد يخوض ببسطارة في وحل البناء.