قصب الناي
تيسير حرب | شاعر أردني مقيم في الرياض
رئتايَ تعلِّلانِ شروخاً
في قصبِ الناي
وذاتَ نَـزْعٍ وشيكٍ
بسبعةِ أنفاسٍ خفيتةٍ
كان يجهشُ ،
ينحِتُ صَدْعَ مَجرايْ
ينفُثنيْ بُحاحاً
يصّاعدُ من سقف الروح
يتكاثفُ حشرجات ٍ
على بعد شهقةٍ مهدورة في مَدايْ
يُغمضُنيْ خاشعاً ، غارقاً
في غَيابةِ الثقب
أتتبّعُ مُهجتَه في حَشايْ
وكم مررتُ على الثقوبِ
وهي تبكيْ
حين قالت : هَوداجُ الظاعنينَ مالتْ
حيث مالت دمعتايْ
فتحمِلُني زفرةٌ جاست خلال الثقوبِ
مرّت على تلةٍ من دموع
وحطّت على كومةٍ
من مآقيَ حُبلى من أسايْ
فأشعلَتْ كومتي هديلاً
كان راكداً بين ضِفتَيَّ
فانهَمَلتْ بالشجى ضِفّتايْ
فلا بد للكلومٍ ـ حين تغمضُ نزفَها ـ
أن تتهجّى قصباً
موشوماً على ذمةِ النايات
مُقاماً ينقّب بالانامل
عن فجوة موؤدة في أنايْ
ففي قاعها أحطابٌ نَفثَت أجوافَها
بين دميعةٍ وضحاها
في حدقِ الزفير
تَرثي ما تبقّىْ
وفي أقاصيها فُسّـرت رئتايْ