وسام الرضا
د. سامي الكيلاني
تغادر حضنها على عجل،
وجع يسري في العروق
مع كل نبضٍ،
تعتذر:
غادرتُ دون ارتواء،
سامحيني يا غالية.
تلقي نظرة في المرآة مودعاً،
تضيء صورتها،
ثغر يواجه الشرق، يبتسم،
وجه كامل البهاء،
أميرة تسترخي بكل دلالٍ،
آمنةً، محروسة من عين الحسود.
تأسِرُك البسمة،
تملؤك النشوة.
أوقفت السيارة على يمين آمن،
(وهل هناك يمين آمن غير يمين الشارع؟)
تحصد الصورة من أفق المرآة،
ما هذا الجمال يا غالية؟
تسمع صوتها
“تدير ظهرك للغالية يا ولد!”
“حاشا لله، لم أقصد، عذراً يا سيدتي،
أنا لم أنس الآداب،
لم أنسَ الدرس، قال الجدّ:
ادخل المقام مولياً وجهك،
ثم اخرج رجوعاً، ودّع المقام بكل خشوع،
ترجلت كتلميذ نجيب مطيع،
يمحو هفوة،
يستغفر من ذنبٍ عظيم.
واجهت الصورة،
حصدت الضوء،
لعنت أبراج الكهرباء التي تشوه الصور،
غاليتي بدلالٍ تسترخي
تضحك للجبل المصلّى،
تشرق بسمتها كشمس الربيع.
هل تباركيني يا غالية؟
هل تمنحيني الرضا،
هل حظيت به؟
انتعش يا صاحب الحظوة،
فالروح ترتوي بالرضا،
ارقص في الطريق واحتفل،
ارقص رقصة الدراويش،
وغنِّ العتابا والميجانا.
يا هَناكَ،
وسامَ الرضا قلّدتك الغالية.