ينال… أصغر عضو في ” حكي القرايا “
عمر عبد الرحمن نمر | جنين – فلسطين
أصل الحكاية، مريم كفلها عبد الرحمن السبع… وزوجته طفلة من الملجأ، تربت في جنين، كانت تطارد الفراشات الملونة في مرج ابن عامر، وكانت أسرة السبع، ترسم ملحمة في عشق مريم، والحنان عليها، حتى غدت مريم شمس الأسرة نهاراً… وقمرها ليلاً… وغدت هويتهم الإنسانية التي تتباهى بها الأسرة في الحواري والأزقة… وعلى رؤوس الجبال، وأمام الرجال الغانمين… الغانمين… وأضحت أغنية…
بين دفترها وقلمها… وبين مريولها وبقلة شعرها كبرت مريم… كبرت وهي تحمل الأمل في ثنايا عطرها، والحلم على مدي الأفق البعيد… البعيد… وأصبحت مريم شابة… كأنها بين ليلة وضحاها أضحت عروسة…
في تلك الليلة الشتوية الخيّرة، كانت ابتسامة أبو السبع تشقّ ظلمة الليل، وتنشر الخير بين جموع الناس الذين تنادوا من كل فجّ، أتوا ليشهدوا عقد قران مريم على العريس طارق جرار… مجموعة ” حكي القرايا ” كانت هناك، تغني للفرح، وتجيب الجاهة الكريمة بالإيجاب وهم يطلبون يد مريم… كانت لحظات مشحونة بالمشاعر التي تنزل كزخّ المطر، مجبولة بالعواطف، التي تتضوع كعطر غجري يطير في الدنيا كلها…
يااااااه… مبارك يا مريم، مبارك يا أحلى وأغلى وأقوى سبع في الدنيا… مبارك يا ” حكي القرايا ” عقد مريم المبارك… لتتقدس التجربة، ويتعمق الوعي، ونضيف تاريخاً لأتلام مرج ابن عامر الفصيحة…
في هذه الليلة الرمضانية المباركة، وبعد الفطور مباشرة، كان على الخط يلهث وتتقطع كلماته فرحاً، كأنه يردد مواويله على لحن شبابة في قاع الوادي… كان هو، هو صاحب النخوة، يقول بملء الفم: ” ينال… ينال… ينال ” أعطانا الله “ينال” … الحمد لله الذي أراني ابنتي مريم، وأراني أبن بنتي مريم ” ينال “… لم أستطع أن أوصل له أسمى آيات التهاني والتبريكات باسم مجموعة ” حكي القرايا ” إذ تداخلت عباراتي مع عباراته، ورغم تكرار كلماتي، أدركت أنه من الصعوبة بمكان لوضعها في سياقها الطبيعي نتيجة فرحه… الله يديم الفرحة عليك يا سبع… لقد أعطيت فما استبقيت شيّا… أعطيت السعادة للحياة، والجد في سبيل الفرح، والتضحية لبناء أسرة… يتولد في رحمها أخرى… ومجموعة “حكي القرايا ” إذ تهني نفسها أولاً، وتهني ابنتها ” مريم ” تقول لك ألف مبارك ينال يا أبا السبع… ألف مبارك والسبع بركات… وكما ضمتك مجموعة ” حكي القرايا ” وضمت مريم أيضاً، ها هي تعتبر ينال العضو الأصغر في المجموعة… فأهلاً وسهلا بالجد والأم والحفيد ينال…
إنها تجربة رائدة ورائعة… نبعت من رؤية فذّة… نفذها باقتدار الرائد عبد الرحمن السبع، في ظل مجموعة ترى في الإنسان قدسية تمارس طقوسها على الأرض، وترى في الأرض وعيها وثقافتها، وترصد تجاربها وتوثقها بأحرف من نور… التهاني كلها والتبريكات “لمجموعة حكي القرايا”… وللعضو الأصغر في المجموع ” ينال “. ونحن سنبذر الفرح في كل مكان… لأننا سنحصد السعادة دوماً…