ذاكرة الرماد
سميحة أبو صالح | الجولان السوري المحتل
بذاكرة الرماد
شهوة الريح
تمسح وجه المرايا
عارية بين ردهات الصدى
لتقبل فم امرأة من ضباب
تمتد كالغيمة
خلف مدارات من عطر ونسيان
يرضعه نهد القصيدة
لعنقاء الحروف
فوق سارية الغيم،
ارحل
عصفورة دون تميمة
حيث منفى العطش
خارج روحي
يا عين السراب
في غرابيل الماء،
أمد يدي في اتساع الضوع
أمزق الزوابع،
أيها الغرق!!!
أنا الزبد الهارب!!!
من متاريس مناجل الرغبة
ضوعا
أربعون صبا بوسن غيابك
يخذلني زورق النسيان
فأغرق بذؤاب الدهشة
حيث يرتل الصدى جدله
بغبار صفيرك،
أحلق عصفورة الضباب
وأحط
في بؤرة السؤال!
لصريرك اليابس بسريري
من أي حجب تعثرت بك
أيها الحب؟
فمشيمة الروح صلبت بمساميرالدهشة،
يلوكني جمر الوقت
فأنا بآلاء أثيرك بصمة
يا لصرخة السراب
على أطراف ظلك تتململ
وكأني بثغر السماء
غيمة متلاشية
أتعثر برقاد الوحدة
فأعض بنان المطر
بثكنات الترقب،
وقدم الحلم عارٍ من أسمال المستحيل،
كم بكيت على صدر الريح
ولم تأتِ بك ذئاب الحنين
على تلال الشوق
تراني!!
أشتعل في فم الرماد
ذاكرةً جريحةً.