فنجان قهوتها
مختار اسماعيل بكير | مصر
يا فنجان القهوة قل لي:
كيف استقبل فاك شفاها
///
هل قبَّلت شفاهًا احلى
هل صادفت لها اشباها
///
يا فنجانًا راح بيدها
يتشمم من طيب شذاها
///
يقطف أزهار أصابعها
ويلامس كفاً ويراها
///
تأخد منه الرشفة همساً
لا يصلح للرشف سواها
///
يفرح إن همًَّت تُمسكه
يغضب إن فكت أسراها
///
تهديه الأسرار تباعا
يهتف سرا ما أسماها
///
ما أجملها حين تنادي
حين تغرد ما أحلاها
///
فهي السكر في قهوتها
أسكر عشقا من يهواها
///
ذاب السكر من شفتيها
وغدا يهتف ” كم أهواها “
///
كم أعشق لمس أناملها
سحرٌ جملها وكساها
///
تتمايل تنهي قهوتها
وتبعثر أوراق سواها
///
فيعود الفنجان وحيدا
كيتيم شُرِّدَ أو تاها
///
ينتظر بأن تشرق أخرى
فتعود إليه فيلقاها
///
تزداد جمالا ودلالاً
وتدثر قلبا أوَّاها
///
تنظر من فوق محاسنها
فنجان القهوة ادناها
///
إذ ترتعش القهوة فيه
فيضيع ضلالٌ بهداها
///
تُخْمد ثورتها بلقاءٍ
كي يهدأ فنجان حواها
///
تطبع قُبلتها في صمت
كي تصل الأشواق مداها
///
فتدور القهوة في شوقٍ
وتُسَبِّح مَن قد سوَّاها
///
ويؤلف فنجاني شعراً
ويطوف الكون ليلقاها
///
كي تطفيء نار مشاعره
وتعود البسمة مسراها
///
ويعود الفنجان يلامس
حبات اللؤلؤ أغلاها
///
يمسك أطراف محبتها
وتعانق روحا عيناها
///
يأتيني الفنجان ليحكي
من لحظة أن لاح ضياها
///
من لحظة أن ذاب السكر
عشقا إن هلٌَ مُحيَّاها.