الحرب في أوكرانيا.. مخطط أمريكي
المحامي شوقي العيسه | فلسطين
أمريكا حين تخطط لكيفية مواصلة هيمنتها على العالم تفكر بتجرد من كل ما نعتقد أنه ضروري في العلاقات بين البشر، فهي لا يهمها البشر خارج أمريكا ولا يهمها الأخلاق ولا القانون ولا السمعة. في هذه المرحلة هي في خضم الصراع مع الصين وروسيا. وتنظر لكل الآخرين كأدوات أو مجرد أشياء تُستخدِم.
لذلك من المنطق أنها بحاجة لإبعاد روسيا والتفرغ للصين. إبعاد روسيا من خلال ضربها اقتصاديا وعسكريا. كيف ذلك؟! لنجعلها تغرق في أوكرانيا، فالأوكرانيون بالنسبة لأمريكا مجرد أشياء لا يهمها حياتهم ولا اقتصادهم. وفعلت ذلك بسهولة لأنها وجدت قيادة في اأوكرانيا تقبل بلعب دور الأداة. الآن تحقق ذلك روسيا مشغولة في أوكرانيا وتخسر اقتصاديا وبحاجة لوقت للتعافي. وها هي أمريكا ولإغراق روسيا أكثر تجعل الكونغرس يقرر إلغاء قراره السابق باعتبار بعض المجموعات القومية والنازية الأوكرانية منظمات إرهابية وتجعل صفحات الإنترنت تسمح بتأييدها وتشجيعها على العنف والإرهاب ضد روسيا. والآن بعد أن تحقق ذلك تستبعد دخول أوكرانيا في حلف الناتو وهي التي كانت تعرف كل الوقت أن اوكرانيا لن تصبح عضوا في الناتو لأن روسيا لن تسمح بذلك حتى لو أدى إلى حرب عالمية.
وتقوم بالتوازي بتحييد اإيران وستوقع معها الاتفاق النووي قريبا جدا. وتتفرغ للمرحلة الجديدة في الصراع مع الصين. ولكن بالتأكيد الصين تعرف كل ذلك وروسيا تعرف أيضا، ولا شك لديهم خططهم. ويستمر الصراع.
أما حكام الدول العربية لو لم يكونوا أدوات لكانوا بوجود ثرواتهم المالية والنفطية والبشرية والموقع الهام جغرافيا ومساحته الشاسعة لكانوا سارعوا إلى تشكيل اتحاد الدول العربية الكونفدرالي أو حتى الفدرالي وأصبحوا قوة عظمى مقررة في العالم.