مشهد
رباب أحمد | سوريا
عشقت ذلك العطر كثيرا”
كانت رائحته تطوق روحها
كنسمة هاربة من تفاصيل حرّ الصيف
مدت يدها بلهفة ، أمسكت زجاجة العطر
مسحت على عنقها بضع قطرات
ثم أخذت نفسا” عميقا” كوجه الأرض عندما يتنفس المطر بعد اليباب ،
ارتسم على وجهها تفاصيل أبنها الوحيد التي كانت تخشى عليه من نسمة الصباح..
بدت كعصفور يغرد في السماء
لكن …..
لم تدم ابتسامتها طويلا”
قاطعها صراخ صاخب قريب
امتدت يده من خلفها ، سحب زجاجة العطر من يدها
ورماها بعيدا”….
لم تكن تعلم أن أبسط الأشياء ليست من حقها
رمقته بعينيها والحزن يقطر من قلبها
الذي تحطم وتشظى إلى كل خلية من جسدها النحيل
كل ذلك حدث بثوان قليلة قبل أن تلامس الزجاجة الأرض…
أحست أن روحها كادت أن تفارق جسدها…
اشتهت الموت الف مرة … أصابها نوع من الذهول تمالكت جسدها المرتجف
سارت بخطوات متعبة
وصلت سريرها الخشبي عانقته بشدة
يبدو أنه أكثر” حنانا” ممن اعتقدت أنه سندها في هذه الحياة حدثت نفسها ،
وضعت رأسها على وسادة سريرها واستسلمت لحزنها محاولة إخفاءه
لكن دون جدوى ….