بيضة مالك الحزين
فتحي مهذب تونس | تونس
عربة الأموات
إوزة حزينة
يلاحقها المعزون
بسيقان متهدلة
مثل شفتي عجوز.
أيها القبار
الحفرة عميقة جدا
وأنا في حاجة ملحة
إلى امرأة غريبة الأطوار
لتقاسمني حياتي الأبدية..
أيام الشتاء القارصة
والذهاب معا إلى السيرك
فتح النار على المهرج
الذي ملأ مخيلتي بأفاعي المامبا.
منذ ستين سنة
أنجبت كثيرا من التناقض
كثيرا من المشاهد الحزينة
أنجبت بحيرة من الضحك العابر
فهودا من الشك المنهجي
أفكارا طويلة القامة
إنتحرت بسم الشوكران
سناجب من الفوبيا
رهائني كثر في ساحة الحرب
الجنون أول من حمل فأسا لمواجهتي
كنت اليتيم الذي هاجمه حي بن يقظان في السافانا
تنام الوحوش في قفصه الصدري
أرضعتني الغزالة عينها
كان النسر شرفة في الهواء
كنت شقيق المطر الأصغر
أواري متناقضاتي في عش الغراب.
منذ ستين سنة
كان الضباب قائد الأوركسترا.
الحقيقة أرنب بري في فم
الوشق الأحمر.
ملعون
هكذا قال الرب
طردوني من الكنيسة
لأني بعت تمثال المسيح إلى صيرفي
وصليبه الملطخ بالدم
لشاعر فقير.
لأني قلت : الله ليس في السماء.
والسماء خزانة مليئة بالكواكب.
ملعون أنا.
الموسيقى أنقذتني من الهاوية.
أنقذتني من الوحش الذي هاجمني
في المعتقل.
كلما عشي بصري
تسلحت بعيون الموسيقى
ها أنا أركض وراء فراشة الحقيقة
لا تذريني أيتها الموسيقى
وحيدا في خراب المعنى.
أنت سماء زرقاء يحملوها البوذيون
إلى المعبد
ليعضها بوذا من كتفها الأيسر
ويكتفي بوجبته من لحمها اللذيذ.
ثم يعيدها إلى معتقل اللامعنى.
أطعم الخفافيش وأعتني بفراغي العائلي.
أيها الكهف أنا حارسك الضرير
وصداقتي مع الأشباح جيدة
أيتها المياه
يا نوارس المخيلة
الأرواح التي تختبىء في العتمة
أيها الكهف
يا حقيقتي الأبدية.
الأذى
خنزير في مزرعة الكينونة
غير أن كرومي عالية
حراسي كثر
مصابيحي لا تعد.
الشهوة فخ
قال الخزاف: وهو يقلب الجرة يمينا وشمالا.
ما أقسى لكمتك أيها الدب
كم أنت هش وضعيف
مثل سمكة سلمون
تزرب من فوهة النهر المتجمد.
اليد مكيدة
والصوت شبكة.
سأعتدي عليك بالضرب المبرح
أيها الحزن العربي.
يا بيضة مالك الحزين
سيهشمك ثعلب التفكير
يوما ما.