اجْعَلْنِيَ أَعْمَى.. وقصائد أخرى

‏تركي عامر‏ | فلسطين

(١)
غَدًا سَوْفَ يَأْتِي قِطارْ،
ضَرِيرٌ وَلَيْسَ عَلَيْهِ دِثارْ.
سَيَأْخُذُنا صاغِرِينَ إلى..
حَيْثُ يَبْغِي البُخارْ.
هُناكَ سَنَدْخُلُ حُلْمًا بِأَنّا..
بِأَمْرِ اليَمِينِ وَخَمْرِ اليَسارْ،
سَنَرْجِعُ يَوْمًا إِلَيْنا..
صِغارًا كِبارْ،
على مَتْنِ أُغْنِيَةٍ..
نامَ فِيها النَّهارْ.

(٢)
لا أَرانِي أُرِيدْ،
أنْ أقولَ نَشِيدًا جَدِيدْ.
سَأكَرِّرُ ما قِيلَ يَوْمًا
غَداةَ بِدايَةِ عَصْرِ الحَدِيدْ.
لَنْ أُطِيلَ عَلَيْكُمْ.
بِمُخْتَصَرٍ قَدْ يُفِيدْ:
لَيْسَ ثَمَّةَ شَيْءٌ هُنا
يَسْتَحِقِّ النَّشِيدْ.

(٣)
عَنْ أخْطائِي لا تَجْعَلْهُمْ عُمْيًا،
يا مالِكَ يَوْمِ الدِّينْ!
وَبِيَوْمِ الدِّينِ اجْعَلْنِيَ أَعْمَى،
عَمَّنْ كانُوا خَطّائِينْ!

(٤)
مثلَ مجنونةٍ هَبَّتِ العاصفَةْ.
بالمَطَرْ هزمَتْها السَّماءْ.
أحْسَنَتْ. تستحقُّ الثّناءْ.
دونَ شَكٍّ. وهٰذا الخَطَرْ؟
ليسَ بالعاطفَةْ،
وحدَها يَهْزِمُونَ الوَباءْ.

(٥)
أَشْعَلُوا البَيْتَ لِلْمُؤَرِّخِ نارَا،
نُكْتَةً باتَ بَيْتُنا وَشِعارَا.
نَهَرُونا قَطِيعَ ماءٍ وهَبُّوا.
فَجَعَلْنا نَبِيضُ لَيْلًا نَهارَا.
لَبِسُوا جُبَّةً مِنَ المِلْحِ. سَبُّوا:
تَبَّ مَنْ كانَ فُلْفُلًا وَبَهارَا.
زَيَّنُوا الرِّيحَ بِالغُبارِ وَغابُوا،
سَيِّدُ الدّارِ صارَ يُدْعَى غُبارَا.

(٦)
خَرَجَتْ تَتَأَبَّطُ شَيْئًا. ماذا؟
دَفْتَرَها. بَحَثَتْ عَنْ رِيحٍ.
ما وَجَدَتْ إِلّا رَجُلًا مَجْنُونْ.
فَتَحَتْ، لا، دَفْتَرَها. سَأَلَتْ:
ما رَأْيُكَ فِي هٰذا؟
قَرَأَ المَجْنُونُ سُطُورًا.
فَكَّرَ سَطْرًا. ما وَجَدَ المَكْنُونْ.
غابَتْ. حَضَرَتْ. سَالَتْ. سَأَلَتْ:
ما رَأْيُكَ؟ أَخْبِرْنِي!
جَعَلَ الْمَجْنُونُ يُغَنِّي:
إِنْشاءٌ مَوْزُونٌ..
مَوْزُونٌ.. مَوْزُونْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى