عناصر الأداء القصصي في شعر عبد الرزاق الربيعي
كتاب الدكتور منتدى المحمّداوي عن دار آراء العراقية
عالم الثقافة | بغداد
صدر كتاب جديد حمل عنوان (عناصر الأداء القصصي في شعر عبد الرزاق الربيعي) للدكتور منتدى المحمداوي عن دار (آراء) للطباعة والنشر والتوزيع في بغداد، وفيه سلّط المؤلف الضوء على مستوى الأداء القصصي في شعر الربيعي الذي كما يقول المحمداوي عنه “يعدّ من أظهر الشعراء الذين حققوا حضوراً جلياً وطيباً ليس عراقياً وعربياً فقط وإنما نُشر شعره في المجلات والصحف العالمية، وتُرجم إلى عدة لغات، واستطاع أن يثبت بصمته الشعرية في مسيرة الشعر المعاصر، وقد حظي بعناية كثير من النقاد والباحثين، ذلك أنّه يمثل جانباً مما آلت إليه القصيدة العربية الحديثة لخصوصياتها الأدائية والفنيّة والتصويرية، وتطورات شملت كلّ أبعادها التعبيرية والفكرية واشتملت على رؤى ذات طابع فنّي مميّز؛ فضلاً عن أنّها تنفرد بسمات وخصوصيّة تميزها عن كثير من شعراء جيله، وتمثل تجربته الشعرية رسالة فنية وفكرية في وقتٍ واحد بذل من أجلها الكثير من سنوات عمره واغترابه ومعاناته، وحاول إيصالها إلى المتلقي بأكثر الأشكال الفنية إثارة وتألقاً في صفحة الإبداع الشعري، حيث يمزج ذاته بالأخرين في بوتقةٍ شعريةٍ تضجُّ بالرؤى والصوت الإنساني بحُلمهِ ووجعه، وقد برزت أهمية شعره لكونه صاحب الصوت الانساني الممتد في عوالم الغربة والشتات ويمتلك منجزاً شعرياً يكشف عن ملكة إبداعية، فضلا عن كونه من الشعراء العراقيين الذين حققوا حضوراً جليّاً في مسيرة الشعر العربي والعراقي المعاصر خلال العقد الأخير من القرن العشرين، ومطلع القرن الحادي والعشرين، وآية ذلك غزارة منتجه الشعري، والاحتفاء الثقافي والنقدي الذي تفوز به نصوصه الشعرية حين صدورها،
وقد اعتمدتُ الدراسة منهجاً تحليلياً وصفياً قائماً على تتبع النصوص الشعرية والسير في أبرز موضوعاتها، وتألف الكتاب من ثلاثة فصول ، تناول في الفصل الأول ( الشخصية القصصية في شعر عبد الرزاق الربيعي) وجاء على ثلاثة مباحث كان عنوان المبحث الأول منها (الشخصية التراثية)، أما المبحث الثاني (الشخصية الواقعية الحديثة)، في حين جاء المبحث الثالث (القناع الشعري).
أما الفصل الثاني فكان بعنوان (المكان والزمان في شعر عبد الرزاق الربيعي) وقد كان على مبحثين، المبحث الأول (المكان) وقد عالج عدّة ظواهر منها (المكان التاريخي) و (المكان الواقعي)، أما المبحث الثاني ( الزمان) فقد عالج المفارقات الزمنية بما فيها (الاسترجاع والاستباق)، والحركات الزمنية بما فيها تسريع السرد ويشمل (الخلاصة والحذف) وإبطاء السرد ويشمل (المشهد والوقفة).
أما الفصل الثالث فقد كان بعنوان (الحدث الشعري)، وقد ألحق الفصول بخاتمة تناول فيها المؤلف أبرز أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
ووضع الناشر على الغلاف الأخير كلمة تعريفية بالكتاب، مما جاء فيها ” يحاول هذا الكتاب على امتداد فصوله أن يصل إلى الوثيقة الأدبية في شعر الشاعر عبد الرزاق الربيعي من جانب الأداء القصصي، لأن شعره سجلاً حافلاً بالأحداث ويعبر عن تجربة إنسانية شاملة وفي شعره بريق لتجلي مشاعر المبدع على حقيقتها، وهو في الوقت نفسه وثيقة أدبية تروي تصوراته وأفكاره بوصفها تجربة إنسانية تسهم في تأسيس ذائقة شعرية مدعاة للتأمل والدرس والتحليل”
يذكر أن الكتاب هو بالأصل رسالة دكتوراه تقدّم بها الباحث لنيل الدرجة من جامعة القادسية في العراق.