قصة إصبع .. قصيدة ساخرة
مازن دويكات | فلسطين
“متهم ما، وقف بين يدي حاكم عربي وقال في معرضِ دفاعهِ عن نفسه”
– بريءٌ أنا سيدي
ليس بيني وبينَ النظامِ خُصومة
فلم أستغبْ في الغيابْ
ولم أعترضْ في الحضورْ
ولم تَلتَصِقْ تهمةُ الوطنيةِ بي مرةً
من حقودِ حقيرْ
ولا كنتُ صوبّتُ عيني على خُرمِ بابْ
لألمحَ عريَ وزيرْ
ولا كنتُ طبّعت يوماً
مع امرأتي في السريرْ
ولا أذكرُ الآن أني رفضتْ
بتل أبيبَ عزومة
غير أنّي
سطوتُ على طقمِ أسنانِ أمي
بعيدِ الأمومة
فماذا تقول بشأني الحكومة؟
– عليك البراءةُ، فاذهبْ
وكنْ لي رئيسَ حكومة
” وبعد أن أصبح المتهم رئيساً للحكومة، خاطبَ وزير الداخليةِ قائلاً: ”
أوصي بشعبِ سيد
إَعِدْ ما استطعت من
مأسسة ومن دَمقرطةْ*
وردَ ما ضاعَ من الحقوقْ
لهذه الرعيةَ المحبطةْ
ردَ الوزيرُ بانحناءة مفرطة
السمعُ يا مولاي والطاعة
وفي أقل من ساعة
اعتقلَ الجزارَ في السوقْ
وعاد للقاعة
وفي يديه المقرطة
“وبعد أن استقرت المقرطة على منصة البرلمان، قال رئيس الحكومة مخاطباً كل من في القاعة:”
الديمقراطيةُ بين أياديكم يا سادة
وأياديكم تتحركُ دونَ رقيبٍ كالعادة
وأنا بالطبع ديمقراطي
أتقبلُ أن تُحصي
في مجلسكم أغلاطي
لكن قبل التصويت عليها، لا بأسْ
أن أشرح عنها
كي لا تُفهَمَ بالعكس
فتعالوا لنَفكِّك هذه الديمقراطية
أولها:
دمٌ، مطرقةٌ ومطية،
ومداقرةُ ومرقطةُ وقمارْ،
أرقٌ، رمدٌ، قيدٌ، أمرْ،
رقمٌ، طردٌ، ومطاردةٌ ودمارْ،
مطرقةٌ، مديةْ،
رمقٌ، رمةْ،
وأخيراً، ردمة
والردمةُ من أشكالِ القبرْ
والآن تعالوا لنصوّت
في رفعِ الاصبعْ
لكنْ حينَ رأى
أنَّ الكلَ عليها قدْ أجمعْ
قال لهم: وأنا من حقي أنْ أرفعْ
فتثاءب في مقعده وتمطّى
ثم ارتفعتْ إصبعهُ الوسطى
^^^^^^
^-المقرطة: جزء من ساق شجرة ضخمة يستعمله الجزارون لتقطيع اللحمة وبحكم ثقافتة وزير الداخلية فهم(الدمقرطة) على أنها المقرطة.
