سوالف حريم.. الموت
حلوة زحايكة | القدس – فلسطين
مات بالأمس فتى في قريتي بعمر الزّهور-15- عاما، حزنت لذلك الفتى مع أنّني لا أعرفه، فالموت قاس لأنّه يخطف الأرواح خطفا لا لقاء بعده، وكما قال شاعرنا الرّاحل سميح القاسم: ” أنا لا أخافك يا موت، لكنّني أكرهك” فلا أحد يحبّ الموت، لكنّه لا مناص منه، وبالتّالي فإن المرء العاقل يتقبّل الموت والمرض، لأنّه لا خيار له فيهما، وهو غير مسؤول عنهما، ومن محاسن الموت أنّه يخطف حيوات الأحياء، فيتساوى الأحياء جميعهم أمامه.
وإذا كان البشر لا يحبّون الموت، فإنّه قد يصبح مطلبا ملحّا في بعض الحالات، مثل الذين يصابون بأمراض مؤلمة لا شفاء منها، وتصل بالمصاب إلى مرحلة العجز، فإن الموت في هكذا حالات قد يصبح أمنية للمريض ولمحبّيه، لأنّ في الموت راحة، ومن غرائب دورة الحياة أنّ المولود يخرج من رحم أمّه معلنا دخوله الحياة بالصّراخ والبكاء، فيفرح له الوالدان والأقارب، ويخرج من الحياة هادئا، لكنّهم يبكون فراقه.