المثلث الذهبى مشروع مصر القومى

 

مهندس  سيد عوض | استشارى التعدين المصرى والرئيس التنفيذى لشركة بنشمارك للتعدين

مشروع المثلث الذهبى مشروع تعدينى عملاق ذو ضرورة إستراتيجية ومطلب أمن قومى لمصر والأجيال القادمة حيث فائدته لا تقتصر على الحيز الجغرافى المتواجدة به منطقة المثلث الذهبى بل تمتد أهمية المنطقة وتأثيرها على باقى محافظات مصر وأهمية المشروع تأتى من قيام المشروع على فكر توطين صناعة التعدين بمصر والتى تعد أساساً للتطور الاقتصادى والإجتماعى لما توفره تلك الصناعة من عملات أجنبية صعبة وسد العجز فى احتياجات السوق المحلية والتأثيرات المباشرة لها على الدخل القومى المصرى كما تستوعب المنطقة توطين ٢ مليون نسمة ونقلهم من منطقة وادى النيل ذات الكثافة السكانية العالية إلى تلك المنطقة الاستراتيجية كما يوفر المشروع ٣٥٠ ألف فرصة عمل مما يحارب البطالة فى صعيد مصر.

منطقة المثلث الذهبى هى منطقة تأخذ شكل المثلث فى الصحراء الشرقية المصرية ورؤوس هذا المثلث قنا – سفاجا – القصير  حيث قاعدة المثلث على ساحل البحر الأحمر بطول ٨٠ كم مابين سفاجا والقصير ويمثل طريق قنا – سفاجا ضلع المثلث بطول ١٦٤ كم والضلع الثانى طريق قفط – القصير بطول ١٧٤ كم حيث هناك ١٠ كم من قنا لقفط عبارة عن ثنية واضحة على الخرائط ومساحة المثلث الكلية حوالى ٦٠٠٠ كيلو متر مربع.

وخبراء التعدين والاقتصاديين وعلماء الجيولوجيا مستبشرين خيراً بتلك المنطقة ويعتبرونها واعدة لأنها سترسم شكل جديد لخريطة التنمية فى صعيد مصر حيث ما يقام بالمنطقة من مشروعات لا يقتصر تأثيره على الحيز الجغرافى للمنطقة بل يمتد التأثير ليشمل مصر كلها حيث مخطط إقامة العديد من مشروعات التعدين والمجمعات الصناعية العملاقة.

المنطقة تحظى بالعديد من المقومات التعدينية حيث يوجد بالمنطقة الرمال والكوارتز اللازمة لصناعة الزجاج والشرائح الإلكترونية والخلايا الشمسية ويوجد أيضاً الجبس والطفلات والحجر الجيرى وهى مقومات صناعة الأسمنت ومواد البناء فى أى بلد من بلدان العالم كما يوجد بالمنطقة حوالى ٢٠ موقعاً جيولوجياً صالحين لإستخراج الذهب منهم وإقامة صناعات قائمة على تكرير وتنقية الذهب كما يوجد أيضاً خام الفوسفات عصب صناعة الأسمدة وكذلك العديد من الصناعات الكيميائية كما توجد بالمنطقة العديد من صخور الزينة مثل الرخام والجرانيت والسربنتين ويوجد الفلسلبارات والكاولين مما يتيح صناعة الحراريات والعديد من الصناعات الأخرى كمواد الطلاء والمطاط والورق ومستحضرات التجميل بالإضافة إلى أن المنطقة تزخر بالعديد من المعادن الثقيلة مثل الإلمنيت مصدر التيتانيوم.

والمخطط الزمنى لمشروع المثلث الذهبى يقوم على٦ مراحل زمنية والمرحلة الأولى من المشروع مخطط لها ٥ سنوات وسوف يُضَخ بالمشروع مايزيد عن ٥‚١٦ مليار دولار تقوم الحكومة المصرية بتمويل يزيد عن ٥‚٢ مليار دولار كبنية تحتية أساسية وباقى التمويل من شركات القطاع الخاص الكبرى والعالمية والمكتب الاستشارى العالمى الذى قام بالدراسات الفنية والإقتصادية للمنطقة هو وود ماكنزى ومن المتوقع يكون العائد السنوى لهذا المشروع التعدينى العملاق ٦ مليار دولار سنوياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى