الحكمة المؤسسية وفُرص تعزيز المركز المالي للمؤسسة

د. ماهر خضر | رئيس منظمة أمم الحكمة | تونس

www.wisdomnations.org

صَرَّح خالد الحصان المدير التنفيذي لشركة السوق المالية السعودية “تداول”، إن حدود التذبذب للعقد في العقود المستقبلية سيكون 20% من سعر إغلاق اليوم السابق.

وإذا كان هذا السماح بهامش مُتغيراتوتذبذب في العقود المستقبلية بـ 20 % عن السعر المرجعي للسهم، يُحاول أن يضبط ولو بشكل مبدئيالتقلبات fluctuation في المعاملات داخل السوق المالية، فإننا نعتبر أن الإستقرار الحقيقي ينطلق من المؤسسة ذاتها.

وإذا كان هذا القرار الذي إتخذته السوق المالية يهدف إلى الرفع من مَوْثُوقِيّة ومِصْداقِيّة المعاملات المالية بكل مشتقاتها، فإننا نريد التأكيد أن الموثوقية والمصداقية لابد أن تكون هدفا مؤسسيا تسعى قيادة المؤسسة إلى تحقيقه بالنظر إلى كل أصحاب المصلحة Stakeholders.

لذلك فإننا في منظمة أمم الحكمة Wisdom Nations سعينا منذ البداية إلى العمل على صياغة ”دليل الحكمة المؤسسية “ والذي يُمَكّن المؤسسات والشركات التي تُطبقه من تعزيز الشفافية وحَكْمَنَة قوائمها المالية، مما يُعزز من مركزها المالي. حيث أن أول بند يقع التدقيق عليه في إطار تطبيق دليل الحكمة المؤسسية هو مستوى الوعي بالمستقبل، ومعه نسعى إلى بناء قدرة المؤسسة على إستشراف المستقبل من خلال تطبيق أدوات وآليات الإستشراف والإستباق.

وكُلّما تَطَوّرت المؤسسة في ممارسة الفعل الإستشرافي، كلما تقلص هامش المتغيرات في توقعاتها وخطتها المستقبلية. وبالتالي كلما زادت صِدْقِيّة التوقعات كلما زادت شفافية سياسات ومستقبل المؤسسة أمام العالم الخارجي. وبهذا الشكل، ومن خلال تطبيق دليل الحكمة المؤسسية، فإن الشركات المُدرجة سوف يكون من السهل عليها الإستجابة لشرط الـ 20 % تذبذب. بل إننا نَعِدُ أن الحكمة المؤسسية تهدف إلى تقليص نسبة التذبذب إلى أقل من ذلك بكثير في مستوى 10% أو أقل، خاصة إذا أصبح للشركة خبرة متراكمة في تطبيق الحكمة المؤسسية وبالتالي التقدم في مُستوى التصنيف.

لكن حصاد فوائد تطبيق دليل الحكمة المؤسسية في الشركة لا يقتصر على تعزيز مركزها المالي داخل السوق المالية وتحقيق إستقرار وموثوقية السهم، بل يتعداه إلى نجاحات تُحققها الشركة مع الدائنين والعملاء والمساهمين، لتتعزز بذلك سُمعة الشركة وتُصبح مرجعاً في المصداقية والشفافية والموثوقية، ليسعى الجميع إلى الإستثمار فيها.

وهكذا تُصبح الحكمة المؤسسية هي جسر عبور الشركات من الهواية إلى الإحتراف في عالم الإدارة والأعمال، لأن المعايير والمقاييس التي نعتمدها هي أحدث ما توصل إليه الفكر الإداري في عالم ما بعد كورونا.

وسنُؤكد كل هذه الإنجازات خلال مؤتمر الحكمة المؤسسية والذي ستنظمه منظمة أمم الحكمة في مدينة لندن في شهر مارس سنة 2021 إن شاء الله.

في هذا الإطار فإننا نفتح باب الترشح لتطبيق دليل الحكمة المؤسسية أمام كل المؤسسات والشركات في العالم العربي، خاصة تلك التي تهتم بالمستقبل وإحتلال المستقبل. وما عليهم إلا مُخاطبتنا على الإيميل التالي : info@wisdomnations.org.

وبعد إستكمال فتررة التطبيق والتدقيق بنجاح، فإن المؤسسات والشركات المشاركة سوف يقع تكريمها وتوسيمها خلال المؤتمر في لندن وسوف تخرج في تصنيف المؤسسات الحكيمة في التقرير الذي تُصدره منظمة أمم الحكمة كل سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى