مقال

رمضان شهر العلم

الفنانة آماني هاشم | القاهرة

يقول الإمام أبو حامد الغزالي: ” غاية المقصود من العبادات الفكر الموصل إلى المعرفة والاستبصار بحقائق الحق”.١

ويفضل في الإسلام الاشتغال بالعلم وطلبه على النوافل من الشعائر المعروفة، من صلاة وصيام وحج ونحوهما، وعن فضل العلم على العبادة يقول صلى الله عليه وسلم: (فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ)٢، وهذا للعديد من الأسباب، منها: أن العلم باق أما العبادة مع ثوابها العظيم في الآخرة فهي تنتهي بانتهاء الأداء منها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ. أو علمٍ ينتفعُ به. أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)٣، فالعلم ينفع الكافة أما العبادة فتنفع صاحبها.٤

يعتقد البعض أن الصيام في شهر رمضان مدعاة للخمول والكسل، والسبب الحقيقي لذلك هو مخالفة الهدي النبوي في الاعتدال عن الطعام وتعجيل الفطر وتأخير السحور؛ فتعجيل الفطر عقب غروب الشمس وتأخير السحور حتى قبيل الفجر مع تناول وجبات خفيفة في كليهما، يحصل للصائم البركة وينال به الخير ويظهر عليه النشاط.٥

والصيام طريق التقوى كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة:183)، وتفتح التقوى على المسلم آفاق العلم والخير لقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ﴾ (البقرة، من الآية:282) .٦

فالصيام من أكبر الوسائل في تخفيف حدة النهم؛ مما يدعو إلى راحة المعدة وصحة الجسم، فالشبع يؤدي إلى قلة الإدراك والحفظ وبطئ الفهم، فيقول الإمام أبو حامد الغزالي: “فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر البخار في الدماغ شبه السكر حتى يحتوي على معادن الفكر فيثقل القلب بسببه عن الجريان في الأفكار وعن سرعة الإدراك، بل إن الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطئ الفهم والإدراك” ” ولهذا قال لقمان لابنه: يابني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الاعضاء عن العبادة”٧، لذا فيؤدي الصوم إلى اكتساب المسلم قوة الفهم والحفظ.. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى