قراءة في مسرحية ” الكونتراباص ” الكاتب: باتريك زوسكيند

قراءة: شهرزاد الربيعي | العراق

ترجمة: سمير جريس | المشروع القومي للترجمة

 (الكونترا باص) من الأعمال المسرحية الهادفة للكاتب الألماني باتريك زوسكند، علماً أن آلة الكونترا باص من أهم الآلات الموسيقية في الأوركسترا وهي الآلة الموسيقية المركزية على المسرح. ولا يعود النجاح الباهر لهذه المسرحية إلى القيمة الأدبية الرفيعة للنص فحسب، بل أيضا إلى توظيف إمكانات المسرح بشكل ممتاز.

فالمسرحية لا تتطلب إلا ممثلا واحدا يجلس طيلة الوقت في غرفة فقيرة الديكور وتتيح له في ذات الوقت كممثل في متوسط العمر أن يصول ويجول على خشبة المسرح، ليظهر مواهبه في دور غني بالمشاعر الإنسانية الهادئة والصاخبة في آن.

يقول الكاتب زوسكيند في كتابه هذا “الأوركسترا نسخة طبق الأصل عن المجتمع البشري، فهنا، كما هناك، يتم احتقار الذي يقوم بالأعمال الوسخة لأجل الآخرين، بل إن الوضع في الأوركسترا أسوأ من المجتمع البشري. لأنه في المجتمع البشري يكون لي، هذا نظرياً، أمل في أن أصعد مرة إلى قمة الهرم وأن أنظر من القمة إلى الديدان تحتي، أقول لكم، سيكون عندي أمل”

إن هذه المسرحية أمثولة رائعة عن علاقة الحب والكره التي تسيطر على الإنسان في كثير من الأحيان، إنه يكره شيئا لكنه لا يستطيع التخلص منه، يحبه ولا يستطيع التوقف عن توجيه اللعنات إليه. الجدير بالذكر أن هذه المسرحية ترجمت إلى عدة لغات، ووجدت طريقها إلى خشبات المسارح في كل أرجاء العالم، كما مثلت في أكثر من بلد عربي باللهجة العامية.
ولد باتريك زوسكيند في مدينة أمباخ الواقعة على بحيرة شتارنبرج في منطقة جبال الألب في الجنوب الألماني. وبعد أن حصل زوسكيند على الشهادة الثانوية درس التاريخ في جامعة ميونخ، ثم عمل بعد ذلك في أعمال وأماكن مختلفة، وكتب عدة قصص قصيرة وسيناريوهات لأفلام سينمائية. ولم يكن يعطي أحاديث صحفية، وكان يفضل العزلة والاختباء من أضواء الشهرة . حتى أنه لاتوجد له صور فوتوغرافية إلا نادرا .
في عام 1981 عرضت مسرحية (عازف الكونتراباص) وهي من فصل واحد في الموسم المسرحي لعامي 1984\1985 أكثر من 500 عرض، وتعتبر بذلك أكثر المسرحيات عرضا في تاريخ المسارح الناطقة بالألمانية، وتعتبر كذلك من أهم المسرحيات في المسرح العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى