ضلالة هداية.. نظرة في المنهج (٥)
رضا راشد | الأزهر الشريف
اللوحة للفنان: فلاديمير بريوبرازينسكي
وكأني بكم جميعا وقد ارتسمت علائم الدهشة على وجوهكم وأخذت بألسنتكم، فعقدتها عن الكلام فما نطقت إلا بعد حين على لسان رجل واحد: ٱلان وقد انقطعت أكثر من عشرين يوما ما بين هذه الخامسة وتلك الرابعة؟! ففيم كان انقطاعك؟ وفيم عودك؟
فأقول:
كان انقطاعي تأدبا بالأدب القرٱني الذي أدبنا به ربنا؛ رعاية لحق المخالفين، حيث قال سبحانه:{ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله}، فكان لزاما علي ـ طاعة لربي ـ أن أتحرى العدل في الحكم على هداية. ومن مقتضيات العدل أن أستقصى كلام هداية على امتداد عمره الفكري حتى لا يفوتني منه شيء يمكن أن يكون ذا أثر في الحكم عليه، وهذا أمر كان يمكن أن يكون سهلا لو أن كلام هداية كان مكتوبا في كتب، إذن لسهل جردها في أيام أو أسابيع..لكن مما يصعب الأمر أن فكره مبثوث كله من خلال حلقات تلفزيونية فاحت على الناس يمومها على مدى أكثر من عشرين سنة، مما يستدعي وقتا طويلا في التصبر على سماعها؛ فإذا أضفنا إلى ذلك ما امتاز به من حب الثرثرةـ حتى إنه لربما يقضي الساعة والنصف في الحديث عن فكرة يمكن تلخيصها في عشر دقائق ـ ازداد الأمر ضغثا على إبالة…فكان لا بد مما ليس منه بد، وهو أن أقتصر على ما انتهى إليه فكر الرجل من حلقات محدثة، لأن هذا هو المعول عليه، على أن أحاول أن أستمع إلى ما يمكننى سماعه من أفكاره السابقة بهدف التعرف على تطورات فكره كيف كان؟ وإلام صار؟ داعيا الله – عز وجل – أن أفوز منه بالغنيمة الباردة، بأن يوفقني الله لسماع الحلقات المهمة.
هذا وقد جعلت منهجي البدء بمناقشة هداية في منطلقاته الفكرية وأصول نظرته التى منها نبعت أضاليله ونبتت أفكاره ..وهذا ما لم أجده عند من تصدوا لنقده فالله المستعان