أشيائي
مروان عياش | سوريا
ما زلتُ أحتفظ
بأربعةِ أشياءٍ
قد لا تعني أحداً سواي
رائحةُ العشب
في بيادرِ قريتي
قبلَ أنْ تصبحَ كحلاً للعيون ..
قبل أنْ تذرِفَ الأيامُ سوادَها
في كلِ مساءٍ غريب
وقبل أن يتحولَ اللونُ الأخضرُ
في كل بقعةٍ من هذا الكون
إلى ثقب أسود
يبتلعُ ذكرياتي
قبل أن تتحدَ أشواقي مع الحرمان
كالوجودِ والعدم
أحتفظُ بمفتاحٍ قديم
لبيتِ شِعرٍ
كانت تُردِده تعريشةُ العنب
لم أعدْ أذكرُ في أي سورةٍ تَنَزل
وفي أيّ فصلٍ حملَه السنونو بعيداً
ليعودَ للبكاء
فوقَ معصمي
كالوشمِ في كفِ القدر
هذا المفتاح
الذي ورِثهُ بيتُنا عن بيتِه الأكبر
هذا الذي كَنتُه عرائسُ الجوري
في أنفاسِ الصباح
قبلَ أنْ يُطرد الوردُ الشامي من الجنة
أحتفظُ بنجمةٌ
تغمزني
إن ظللتُ الطريقَ إلى قبري
إن فكرتُ في الموت تائهاً
بين المعاني العرجاء
هذه الرفيقةُ ولدتْ معي
أرضعتنا أمي لغةً من البياض
توأمان من نار وتراب
لكنها هربت إلى السماء
وراء أمي ..
لا زلتُ أحتفظُ باسمي
وتلكَ الألفُ والنون . .
وكل ما كان
وكل أسبابِ السكون فوق هذا الزلزال
فاتكاً بكل قواعدِ الموت
ما زالتْ أربعة
تُحيطُ بي
وقد تعني كل شيء
شروقي وغروبي
شمالي و الجنوب
هذه حدودي
سُحلتُ… لأجلها
شُنقتُ… لأجلها
قُتلتُ ألف مرة لأجلها
ولا أدري. .
بأي ذنبٍ أُقتل .