خداع دور النشر
د. علي الدرورة
بين فينة وأخرى أسمع أو أقرأ بعض حكايات الكتّاب والكاتبات الذين تعرّضوا لخداع الناشرين بالنصب والاحتيال المغلّف. وكانت دور النشر في البداية تعطي المؤلف القمر في يدٍ والشمس في يدٍ أخرى.
فإذا كان الكتاب يتماشى مع مرئياتهم، طبعوه، وإذا نفذ أعادوا طباعته من جديد دون علم المؤلف، فكان الكتاب كالدجاجة التي تبيض ذهبًا.
ولا يتصور أحدنا بأنّ المؤلف قد استلم مكافأة مالية و100نسخة من الكتاب، فالواقع أنه لم يستلم سوى نسخة واحدة فقط!!!
وعليه أن يشتري من نفس الدار بسعر الطباعة أو بالسعر الاعتيادي، وهذا أعجب وأغرب نصب مرَّ عليَّ في عالم النشر!!
والحكايات التي وصلت إلى مسامعي كثيرة.
أما الأمور الأخرى التي طالما سمعتها فهي كثيرة ومتشابهة إلى حدٍّ ما حيث تأخذ دار النشر قيمة الطباعة وبسعر عالٍ وتزيِّف له أنه سعر مخفض، وبعد الطباعة تسلّم المؤلف 100 نسخة لتبيع له بقية النسخ التي عادة تصل إلى 900 نسخة لتحاسبه بعد ستة أشهر أو سنة حسب الاتفاق المبرم قولًا، ولكن ذلك لن يحصل بحجج واهية، وربما يأتي الحساب بعد 3 أو 4 سنوات، وربما لا يأتي.
إلى جانب أنّ دور النشر تستلم قيمة الكتاب مقدّمًا على أمل طباعته في غضون ثلاثة أسابيع وهو المتعارف عليه، وتمضي ثلاثة أسابيع وعشرة وعشرون وليس هنالك سوى المواعيد، وفي الأخير لم تطبع الكتاب بتاتًا، وعلى هذه الشاكلة تكون الدار قد ورطت طائفة من المؤلفين.
إنّ التسويف بالخداع لدى دور النشر التجارية معروف وهذا ليس في دولة دون أخرى، والحكايات كثيرة، ولهذا تجدني شخصيًّا لا أتعاون مع دور نشر تجارية منذ سنوات طويلة جدًّا.
وقد فضلت التعاون مع المؤسسات الثقافية الحكومية؛ لعلمي بالثقة التامة في هذا الجانب.
قد يطول مكوث الكتاب في المؤسسات الحكومية حسب الروتين المعتاد ولكن في النهاية تضمن الحقوق.
وهذا لا يعني أنني لم أكن يومًا فريسة للنصب والاحتيال بسبب الثقة الزائدة، فقد كان ذلك في الماضي، ولهذا؛ (لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين)، حيث ضاعت الثقة في دور النشر التجارية؛ بسبب وضوح سياستها في النشر والتوزيع لدى كثير من المؤلفين الذين كانوا ضحايا هذا الجانب الذي ما زال يتكرّر في كلّ معرض دولي للكتاب.
وهناك قصص يعفّ قلمي عن كتابتها ليقيني أنّ هدفي ليس تشهيرًا بأحد وحتى لا يفهم هذا المنحى من البعض، وكما قال أحدهم: إنّ دور النشر (لصوص) وهذا ليس كلّهم بطبيعة الحال، فأصابعك ليست متساوية.