إلى الواهمين بأن الشمس لا تشرق إلا بأوامرهم

نبيل عودة

nabiloudeh@gmail.com

يهاجمني النكرات بأني كاتب بلاط، أجل.. لكن ليس ببلاط أهل الكهف

 الاستعلاء على الآخرين هو دليل ضعف يمارس تحت غطاء القوة، هذه القاعدة نعيشها لحظة وراء لحظة في سياستنا المحلية، إن الذين يدعون أنهم أصحاب الطريق القويم ويتنافسون على صفة ممثلي الجماهير العربية، لا يمثلون إلا أنفسهم. هذه حقيقة بتنا نعيشها. التفكك للقوى التي كانت في طليعة مجتمعنا سياسيا، أصبح اليوم واضحا تفكك تنظيماتها في مجمل الواقع السياسي الذي نعيشه.

لا أقول ذلك دعما لمنافسين فهم أيضا لا يفقهون أن واقعنا السياسي لا يبرر انحرافهم عن المبادئ الأولية لحقوقنا كمواطنين يرفضون سياسات التمييز العنصري، ولن نستبدلها بالفتات داخل ائتلاف يتنكر لحقوق شعبنا، بوهم البعض أنهم أنجزوا مكاسب لمجتمعهم، وهي مجرد ثرثرة فارغة من المضمون والمنطق.

 الطريق السياسي القويم هي عملية رقي في التفكير والتعامل والتخطيط.  صاحب النهج السياسي الذي يضع نفسه داخل خانة سياسية تزعمت الدولة، بظن أنه أقصى التمني ونهاية البحث عن الحقيقة هو ببساطة ضحية لانعدام الوعي وانعدام التجربة السياسية، بالتالي لا يؤتمن لهذه المجموعة مهما ثرثرت وهددت وبالتالي ستقطف راسها وتلحق القطيع!!

يؤسفني أن أقول إني لا أرى تغييرات للعمق في النهج السياسي العربي في إسرائيل، القضايا الملحة شبه غائبة عن الطرح، خاصة من مجموعة اختارت الجلوس داخل كهف مظلم دخلوه بإرادتهم متنازلين عن حقهم في التفكير الشخصي وتحرير وعيهم من تسلط سياسيين عنصريين يرفضون الاعتراف بنا كأقلية قومية لها حقوقها بالمساواة وفرض اتجاه الحل السلمي لقضية الشعب الفلسطيني، شعبنا.

تصريحاتهم الذي تنشر بتوسع واهتمام اعلامي هو نشر تبلغ خانة السخرية فيه درجة مرتفعة، لكن الأوهام التي تسود طموحاتهم تظهرهم كببغاوات بإرادتهم الحرة، دون استيعاب أي شخصية فيهم الى كونهم أداة لخدمة سياسة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

 للأسف الوعي الشخصي والقدرة على التفكير المغاير او نقد السلبيات لم يعد له مكان في تصرفاتهم. أحد الفلاسفة قال “عش لتعمل ولا تعش لتنهي” وهم يعيشون بظن ان ارقى ما يمكن الوصول اليه سياسيا هو الجلوس على مقاعد وهمية بانهم قادرون عبرها الى إعادة تشكيل النهج السياسي او الاقتصادي بما يخدم مجتمعهم.

من يظنون ان نهجهم هو الأصح وان الباب أغلق امام أي اجتهاد جديد أبشرهم ان هذا هو جوهر مرضهم الفكري اولا والسياسي ثانيا. لا اقول ذلك سخرية منهم، انما لحثهم على استعمال تلك المادة الأكثر تطورا ورقيا وذكاء والتي تسمى العقل. اول جريمة ترتكبها التنظيمات مع كوادرها هو شل حرية الرأي وحق التعددية الفكرية.

فلسفتي ألخصها بهذه الجملة “أنا سعيد لأني أفكر، ولست موجودا لأني أفكر فقط ” !!

ولننتقل للناصرة، وهي ما تهمنا في الغابة السياسية التي نعيش داخلها.

حتى اليوم لم تستوعب الجبهة حقيقة ما جرى في الناصرة، الأهم ان هذا فتح عيني للنظر الى اسلوب عمل الفائز برئاسة البلدية وأعني الرئيس المنتخب علي سلام، الفرد الذي هزم تنظيما تاريخيا بكل مؤسساته واعضائه، وفاز بأكثرية مطلقة من الأصوات. فقط غبي مطلق لا ينظر لهذه الحقائق ويحلل أسباب هزيمته. الى جانب ان اجواء التعامل مع المواطنين في البلدية تغيرت، من ابواب مغلقة الى ابواب مفتوحة. من بلدية تدار بانقطاع عن الناس الى بلدية تدار بانفتاح على الناس…

البعض ينتقد مشاكل مختلفة تحتاج الى المزيد من النشاط، لا أحد ينكرها، وإدارة علي سلام واعية لكل المشاكل، لكن الميزانيات التي تمنح لبلدية الناصرة، ولمختلف السلطات المحلية العربية، لا تستجيب لكل المطالب والخطط التطويرية، التي تحتاجها سلطاتنا المحلية، ومن جلس بالحكومة لا يفكر بالمجتمع العربي بقدر ما يفكر بالترويج الإعلامي الذي خصص له ولتصريحاته الفارغة من أي مضمون عملي، وكأن الظهور التلفزيوني هو المكسب الذي حلم به الوسط العربي.

المستهجن أيضا ان المعارضة في سلطاتنا المحلية كلها، هي معارضة مبنية على فكر منغلق: لأني خسرت فانا معارض. ولو سبب ذلك عرقلة مشاريع تطويرية وافشالها، او افشال الحصول على ميزانيات ضرورية لبلداتنا، تخدم المؤيدين للسلطة المحلية بنفس القدر الذي تخدم المعارضين لها.

لا اكتب لأني ضد فريق، بل اكتب لعل الكتابة تفتح العيون على القضايا الأكثر أهمية بأن واجب المعارضة المساهمة في دعم النشاط التطويري في جميع سلطاتنا المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى