دار الأوبرا السلطانية مسقط تفتتح معرض “إيقاع الحياة”
يستمرّ حتّى 7 فبراير 2026م ويؤكد دورها الكبير كمنصة رائدة للحفاظ على التراث الموسيقي وتجديده وتقديمه بأحدث الوسائل التكنولوجية

دار الأوبرا السلطانية | مسقط
دشّنت دار الأوبرا السلطانية مسقط معرضها الاستثنائي المرتقب، “إيقاع الحياة: ثراء وتنوع الفنون العُمانيّة”، الذي أفتتح صباح اليوم -الأربعاء الموافق 19الجاري، في قاعة المعارض، بالأوبرا السلطانيّة: دار الفنون الموسيقية،ويستمر حتى 7 فبراير 2026م،بحضور نخبة من المهتمين الذين تعرّفوا على التراث الموسيقي العُماني العريق، ولاحظوا تنوّع الموسيقى العُمانية وتعدّد آلاتها الموسيقية وعمق تاريخها الثقافي، فعبّروا عن سعادتهم بهذا الحدث الثقافي البارز الذي قدّم أول توثيق شامل ومبتكر للآلات الموسيقية التقليدية والأنماط الفنية المتنوعة التي تشتهر بها المحافظات العُمانية، مؤكّدا مكانة الموسيقى في السلطنة، كوسيلة للتعبير عن الهوية والاعتزاز بالوطن. وتجوّلوا في أقسام المعرض واستمتعوا وهم يمضون في رحلة عنوانها الدهشة،والتفاعل، فخاضوا تجربة حيّة أوضحت كيفيّة تجسيد الموسيقى ملامح الطبيعة العُمانية وتاريخها وتقاليدها العريقة، وتنقّلوا عبر التاريخ الفني الغني للسلطنة.

وفي سياق هذه المناسبة المتميزة، صرّح الفاضل/ أومبرتو فاني، المدير العام لدار الأوبرا السلطانية مسقط، قائلاً:”إنه لمن دواعي سرورنا وفخرنا البالغ أن نشهد معرض ‘إيقاع الحياة’ وهو يتجسد بهذه الحيوية وهذا الزخم من الشغف والتقدير. يمثل هذا المعرض تقديراً صادقاً وعميقاً للقيم الحضارية المتأصلة في سلطنة عُمان وللإنتاج الإبداعي المتميز لمواطنيها. وإننا نجدد التأكيد على التزام دار الأوبرا بتقديم رسالتها الثقافية الرفيعة، ونفخر بفتح أبوابنا أمام العائلات والطلاب والزوار من شتى بقاع العالم، ونتطلع إلى استقبال المزيد من محبي الفن العُماني العريق وتاريخه المجيد.”

وقد بدأوا الزوار الرحلة بعبور “النفق المضيء”، وهو مدخل بصري أخّاذ يقدم توثيقاً مرئياً للتاريخ الفني العُماني المتجذر، وواصلوا الرحلة ليروا في المحطّة الأولى (الأنماط الموسيقية عبر المحافظات) روائع الآلات الموسيقية التقليدية العمانية،واستكشفوا التقاليد الموسيقية في البيئات الساحلية والصحراوية والجبلية والريفية العُمانية، وشاهدوا كيف تؤثر الجغرافيا على الإيقاع وأسلوب الغناء والحركة، مما يبرز تنوّع الموسيقى العُمانية ووحدتها في آنٍ واحد، وتعّرفوا على براعة الحرفي والفنان العُماني، وشملت الرحلة تفاصيل الأنماط الموسيقية بحسب المحافظات، في قسم حيوي يستعرض التنوع الإيقاعي والجغرافي للفنون العُمانية، ففيه ُعرض الإيقاعات والحركات والأزياء المصاحبة لكل فن، مشكّلة بذلك تجربة سمعية وبصرية غامرة تعبر عن البعد الثقافي والفني لعُمان، وتعرّفوا في المحطّة الثانية (قسم الآلات الموسيقية)على الطبول العُمانية والآلات الوترية والنفخية. اكتشفوا كيف ترتبط المواد المستخدمة في صناعتها: كالخشب والجلد والأصداف بالبيئة المحلية، وكيف تسهم كل آلة في الاحتفالات والمناسبات.

وكانت المحطّة الثالثة (قسم الفنون الموسيقية العُمانية وعصرالنهضة)حيث اطّلعوا على التطورات الثقافية منذ سبعينيات القرن الماضي، واكتشفوا الفرق الموسيقية، ومراكز الأبحاث، وتأسيس دار الأوبرا السلطانية مسقط، حيث يلتقي التراث بالحداثة، وتميز بتصميمه الفريد على شكل منحنى سيمفوني متناغم، ويروي قصة التحول المؤسسي للمشهد الموسيقي في السلطنة، بما في ذلك تأسيس الفرق الموسيقية العسكرية والأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية.
وأمضى الزوّار وقتا طيّبا اختبروا خلاله الأصوات والمرئيات تحت قبة صوتية،واستمعوا في المحطّة الرابعة(قسم الغرفة التفاعلية) إلى تسجيلات ميدانية، وتفاعلوا مع الآلات الرقمية. تُعيد هذه المساحة التفاعلية إحياء التقاليد الموسيقية العُمانية بأسلوب عصري، واختتموا الجولة في المحطّة الخامسة (قسم الكتب والطوابع) حيث شاهدوا الإصدارات والدراسات الموسيقية والطوابع التذكارية. تعرفوا على جهود البحث والحفظ، ودور الذاكرة الجماعية في صون التراث الموسيقي العُماني.
يُعد “إيقاع الحياة” تجربة استثنائية تعزز البعد الثقافي والفني للسلطنة، وتؤكد دور دار الأوبرا السلطانية كمنصةرائدة للحفاظ على التراث الموسيقي وتجديده وتقديمه بأحدث الوسائل التكنولوجية.
علما بأن هذا الحدث لم يظهر بهذا الثراء لولا مؤازرة كل من : الفرقة السلطانية الأولى للموسيقى والفنون الشعبية التابعة لديوان البلاط السلطاني و المديرية العامة للفنون ومركز عمان للموسيقى التقليدية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الإعلام، وتكاتف الجهود وإمداد المعرض بصور ومواد مرئية ومعلومات قيّمة أسهمت بنجاح المعرض الذي ستبقى أبوابه مفتوحة للراغبين في اكتشاف النبض الأصيل الذي يروي تاريخ عُمان الموسيقيفيقاعة المعارض، بالأوبرا السلطانيّة: دار الفنون الموسيقية، في الأوقات المحدّدة من 010:0صباحًا إلى 9:00 مساءً حتى 7 فبراير 2026م.
علما بأن المعرض ستصاحبه جلسات حوارية في التواريخ التالية:
• 10 ديسمبر 2025، الساعة 6:30 مساءً – أنماط الغناء في محافظة مسقط وظفار مع مسلم الكثيري
• 17 ديسمبر 2025م، الساعة 6:30 مساءً – أنماط الغناء في محافظة ظفار مع علي بن سهيل المعشني
• 14 يناير 2026م، الساعة 6:30 مساءً – الجمعية العُمانية لهواة العود مع فتحي البلوشي
• 21 يناير 2026م، الساعة 6:30 مساءً – مركز عُمان للموسيقى التقليدية مع أمير عوض
• 4 فبراير 2026م، الساعة 6:30 مساءً – الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية مع المايسترو حمدان الشعيلي




