أدب

دموع الذكريات (١)

شرين خليل | المنصورة – مصر
تجاوزت السبعين عاماً ومع ذلك لم اتجاوز ذكريات طفولتي ..ففي كل ليلة أجلس وحيدة في غرفتي .. تتدافع الذكريات بداخلي وتتصارع أحزاني .. تهب رياح الماضي ولا تهدأ حتى تتساقط دموعي .. أتذكر أمي التي فقدتها وهي على قيد الحياة.. ماتت في نظر أبي وتزوج بأخرى .. لم يعترض أحد فالقرار قرار أبي وحده.
أما أنا فكنت طفلة عمري ثلاث سنوات ولي إخوة أكبر مني ولي أخ رضيع تركه أبي لأمي.. وبدأ حياته الجديدة مع زوجته التي أصبحت مكان أمي وأناديها أنا وإخوتي بكلمة ماما..للأسف الشديد احتلت مكان أمي في كل شئ ماعدا قلوبنا بسبب قسوتها الشديدة وطريقتها الصعبة معنا جميعاً.
لم أنسَ ذلك اليوم الذي دفعتني بشدة وارتطمت بالأرض وتسببت لي في إعاقة حركية .. فلقد أُصيبت بسبب هذا الارتطام الشديد بإعوجاج في الساق، وحذرتني أن أخبر أبي بما حدث .. وكل هذا بسبب أنها طلبت مني أن أتجسس على إخوتي وأخبرها بكل شئ يحدث في عدم وجودها .. وعندما رفضت أو بمعنى أصح لم أفعل ذلك نهرتني وعاقبنتي وتركت أثر سئ رافقني طيلة عمري .. وعندما دخلت المدرسة كنت أشعر بالخوف الشديد والانكسار وفي يوم من الأيام أتذكره جيداً كنت أنا وأختي…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى