رؤية

مروان عياش | سوريا

من لوحة خلق آدم – مايكل أنجلو

في المنتهى السائل
مُتماكنُ الصغر
تَعومُ اللحظةُ البخسة
فوق الجباه
كالعرقِ المغبر
تَنسِقُ دربَ عقاربٍ مجنحة
في محاجر العيون
الرُؤيات في هذا الكون المتعالي
قد لا تكون إلا قَطراً من شتاء قديم
هذا العالم الفذ ترهة
تتبعُ ترهةً تَتلابدُ
تمطر بشراً
يَموهُ أديماً يمشي فوق نفسه
يتوالد من تلقاء التُرهِ فارغاً
ليملأهُ الآخرُ كلما مرَ به
دورةُ الكاناتِ هذه
حركةُ جنينٍ في بطن معذب
الولادةُ إذانّ
انتقالُ العذاب إلى المولود
بصرخةٍ أولى
وألمُ البدايةِ مستمر
ينفطر الجنسُ شهوةَ انتقام
إرجاعٌ
وتسليم بداية
تَقليبُ الوجع بين ذاتين
مانح و مرتكب
وبزوغٌ جديد
الجنس هبةٌ مردودةٌ على عاقبيها
استبدالُ الألم المنقول
باللذة الأخرى
امتشاقٌ لجسدٍ غريب
نزعٌ روحيٌ للتقمص
تجربةٌ للانفلات
كذا الموت
شوقٌ عتيق للاندماج
والعودة للمنتهى الأزلي
كلنا ذاتٌ تَشظى
كغبارٍ وجودي
يهيم في أبعادِ الهيئاتِ الزائفة
بحثاً عن المطلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى