ليس إلا دمي

سائد أبو عبيد | فلسطين

1\

بِطرفيكِ كُحلٌ لِعشتارَ

آلهةٌ مِنْ بعيدٍ تَجِيءُ

تُشَرِّعُ أَبوابَ عاطفتي

فالطَّريدُ أنا

أنزِفُ الشَّعرَ عاطفةً عنْ نشيدٍ عتيقٍ

يُغني بِهِ أَوَّلُ الأَشقياءِ على سُرَّةِ الأرضِ

أَورَثَني عِشقَها

والتَّرانيمَ في قلبِها

والعُطورَ بأثوابِها

ليسَ إلا دمي مَنْ يصلي على رملِها بالبَقاءِ

فكيفَ لعاشِقِها أنْ يموتَ ويرحلْ!

2\

بِطرفيكِ لمعُ القصائدِ

أَسماءُ موتي

مَذابِحُ طيري

نفيرُ الشَّذا في حُقولي البعيدةْ

وماءُ القصيدةْ

وأرجأتُ منفايَ

تأخذني للبلادِ الورودُ

فعوسجتي تلكأ القيدَ

نرجستي لا تهابُ الدُّخانَ

فضلعي رباباتُ عشقٍ

وصوتي فواحُ القرنفلِ في كلِّ محفلْ

3\

أخذتِ مواجعَنا كلَّها واصْطَبرتِ

بطرفيكِ ليلٌ يَدُسُّ الحَرائقَ في حُلمِنا

فاحتَرقتِ

تأوَّهتِ أسماءَنا واحدًا واحدا..

كان بحرًا أبي

والفنارَ أخي

ومئذنةً للمواجعِ أُمي

وحزنَ الكنيسةِ جدَّتَنا الصابرةْ

كان نهرا صبي البلادِ

مسيحًا على جذوةِ الرَّملِ  صَلَّى \ تبتَّلْ

4\

مشيمتُها تُطعِمُ الأُغنياتِ على شَفَقٍ في بلادي الأَسيرةْ

فيافا بمهجتِها البرتقالُ تنصَّعَ كالشَّمسِ أنقى وأجملْ

وحيفا بكرملِها السروُ كالجنَّةِ المشتهاةِ وأجملْ

وعكا ببلورِها البَحرُ أَحلى وأَجملْ

وقدسُ البلادِ تسبُّ الغزاةَ

وعشَّاقُها الهاتفونَ سيرحلْ

سيرحلُ عن زرقةِ البحرِ

من خضرةِ العشبِ

عن جدول النبعِ من تحت أمي

بطرفيكِ ليلُ العذابِ سيفنى

و وجهُ العدوِ البذيءِ سيرحلْ

5\

أنا ظامئٌ فافلقي الصخرَ

فخارتي تشتهي الماءَ فانبثقي فوق كفيَّ

وانسكبي فوق صدري

فوق الرمالِ تدفق جدولْ

انا ظامئٌ سيِّدٌ للعِطاشِ

الملاجئُ تنهشُني

والصقيعُ بوجهِ المخيمْ

دروبي مطفأةٌ بالرَّحيلِ

لعينيكِ أسعى وأسعى وأسعى

أضيئي لي الدَّربَ

وارتفعي كالقناديلِ خضراءَ حمراءَ

واغتسلي من جراحِكِ فجرًا

انا ثائرٌ

ليسَ إلا دمي مَنْ يصلي على رملِها بالبَقاءِ

فكيفَ لعاشِقِها أنْ يموتَ ويرحلْ!

فلا لستُ أَرحَلْ

ولا لستُ أَرحَلْ

ولا لستُ أَرحَلْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى