طيارتي محطمة

زيد الطهراوي | الأردن

لم أكن أظن أنك في يوم من الأيام ستمزق طيارتي وتتركني وحيدا، وأنت تعلم أنني قد اصبر على الجوع و لا أصبر عنها، وتعلم أيضاً يا غريب الأطوار أنني لم أشتر الحلوى والبسكويت لأيام طويلة لأدخر ثمن طيارتي التي أمست بسببك حطاما.

ماذا فعلت لك طيارتي يا حسود؟ وما الذي منعك أن تدخر لتشتري طيارة مثلها؟ لماذا خنقك تجوالها في السماء و كأنها تبحث عن عوالم من البراءة و الطيبة و النقاء؟

ويريدونني بعد كل هذا أن أسامحك، كيف يسمحون لأنفسهم أن يطلبوا مني أن أجرح نفسي بسكيني.

فأسامحك مع أنك لم تقدم سلة واحدة من سلال الورود البيضاء، وكيف تعتذر وأنت تفخر بسخريتك من الكائنات البشرية البريئة.

لن آكل البسكويت والحلوى بعد اليوم، سأدخر ثمنها مجدداً لا لأشتري طيارة جديدة بل لأصلح طيارتي المحطمة ولكنني في هذه المرة سأتقن العمل و أقوي الخشب والغراء والورق و الخيوط فلن تستطيع يدك الظالمة أن تحطمها ولن ينتصر حسدك على طيارة تسافر بكامل حريتها فوق ظلام النفوس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى