نحن الزمان

أحمد برقاوي | أديب وأكاديمي

وما نحن إلا زمن من نار

تحرق تحرق ذاتها وتنطفئ

الزمان نحن

نترك ذواتنا رماداً هنا ورماداً هناك

رماد زماننا آنات حياتنا

رماد يُعمر ورماد تلهو به الريح

وترميه في سلة نفايات العدم

قليل منا براكين ثارت  وخمدت

بعد نثر صخورها علامات علامات

وتزرع ذاتها في تربة اللغة شجراً

لا تسري عليه أحوال الفصول

وترحل

زمانه ذلك البيت الذي بقي وحده

القلعة التي لا يدري أحد شيئاً عن الدماء التي سالت من أجلها

وقصر سكنه الخبث والفجور

وصار مقصداً للزائرين

مئذنة توالت عليها مئات الأصوات التي اندثرت في التراب

جعبة الماضي عدم تلهو به الذاكرة

ذاكرة رأته وذاكرة لم تره

وذاكرة يقتلها الحنين

وأخرى محشوة بالحقد

ظنوا بأنهم يعيشون في الزمان

وما دروا بأنهم الزمان

الذي يحرق ذاته ويمضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى