الحب منتصف الليل
علي سليمان | سوريا
قالت..
انتظرتك طويلاً، تأخرت..
قال الليل يلاحقني فاختفيت..
لحظةً، لآخذ عينيكِ منه فاشتعلت..
حبٌ.. ولقاءٌ.. ومساء..
صمتٌ.. يعمُ الأرجاء..
وحزنٌ.. في الغيب..
خوفٌ رمادي.. لعلاقةٍ لا تخون..
لا يخبئُ وجعهُ..
لكنهُ يرحلُ في الشتات..
ماذا تنتظرين..
ماذا تؤجلين..
أنا أحبكِ منذ أن عانقَتني عينيكِ.. تحت المطر..
في فاصل الحلمِ.. الرديء.. أول الإستقلال..
أحبكِ منذ رحلتِ.. واختفى ظلكِ تحت غزارة الشلال..
يا رغد.. للنهاية أنتِ حبيبتي.. وأنا ولعينيكِ.. النصرُ والسلام..
يا رغد.. هنا تسقطُ الحرب..
هنا تنهضُ الحرية..
هذه وقفةُ العشاقِ.. فوق نعشِ الذاكرة..
وأنا المنفيُّ منذُ ولادتي..
أنا المنسيُّ منذُ طفولتي..
وأنا الخاسرُ آذ أعودُ إليكِ.. في الحبِ الطليق..
الحبُ هوايتنا..
كل الطرقُ إلى عينيك.. مغلقة..كل الطرق..
البحرُ والموانئ البعيدة..
المطرُ والصحراءُ القاحلة..
الوادي العميق.. رغم قُربنا..
القصائدُ التي احترقت على عجلٍ..
ولونُ الفجرِ..
هل أنتِ يا أميرتي.. خجولة العينينِ..
مكسورة القلبِ.. والخاطر..
ماذا سيروي المستقبلُ.. للغائبِ.. الحاضر..
من سيتكلمُ عنا حكاياتِ الأجدادِ..
من سيكتبُ عنا..
يا رغدُ.. يا غُربة الليل الموحش..
رِفقاً بالقلب الغارقِ..
تحت مسائنا الماطر..
يا رغدُ..
لا تبكي في عتمة المساء..
إني أنزفُ حزناً.. ولستُ أبكي..
عانقيني قبل.. أن..!!
ردي الغياب.. ردي الشوق..
وفكي ربطة شعركِ النبيلةُ من وجعي..
ارحل معي..
ارحل.. معي..
أنا أحبكِ.. إن رحلتُ معكِ..
إن بقيتُ معكِ..
إن قُتِلْتُ معكِ..
أحبكِ الآنَ.. وغداً..
أنتِ.. اسطورتي الخالدة..أنتِ حاضري..
وغدي.. ومستقبلي..
أنتِ وجهي.. في المرآة..
والدليلُ القاطعُ.. أحبكِ حتى الممات..
إني أحبكِ.. مثلما تكرهينني..
أو مثلما تُحبينني..
تجهزي للرحال.. وواصلي الخطوات..
لا تقولي من خسر ومن مات..
لا تهتمي..
أنا باقٍ معكِ وإن خسرنا كل الرهانات..
منذُ أن رحلت.. في صباحكِ القصائد.. صرتُ وحدي..
كيفَ أحزنُ.. وأنتِ تبكين..
وداعاً يا حبيبتي..
وداعاً أيها الساهرون على أنقاض الحرية..
أيها المُكملُ في التضحية من بعدي..
وداعاً..
إني أتركُ قلبين على الطريق..
رغدُ.. والقصيدة..
وأودعتُ نجمتين..على شط البحر..
لا تخافي..
قولي من أنا..
إن عينيكِ لا ترى..
رغد عاصمة الكونِ.. والحزنِ..
المساءُ مشهدنا الأخير..
والليل أعمى..
والظِلُ من نارٍ..
رغدُ تُخيمُ في الجسدْ..
تردُ لي قلبي.. وتُعلنُ لا أحد..
هل أنتِ خائفة..
نعم..
ماذا يحدثُ في قريتنا..
ضجيجُ نساءٍ حائرات..
اختطفو بناتهن.. هكذا تقول الشائعات..
يا رغد..
نيسانٌ.. يخطفُ الحب مرةً أخرى..
أيار.. يحتلُ الأزل..
ويغتالُ العوالم..
ليس ما يحدثُ في العالم..
سوى الخوف من الرحيل..
أيها الليلُ العربي.. لم تلد العروبةُ..مثل رغد..
العروبة تُفتشُ عن الحبِ.. والضميرُ لا يستجيب..
رغدُ تُفتشُ عن نجمةٍ في الليالي.. الموحشة..
تبحثُ عن المحال…
لململي عن جسدي القصائد..
لململي من تحتِ عبائتكِ الحروف..
الغروبُ عند نهاية الرؤيا.. وأنت بلا قرار..
لولا نظرتكِ
لولا عيونك.. لمّا اطلعت أنا..
ودخلتُ في دائرة النار..
يا حبيبة الشعر..
يا حبيبة المطر..
يا حبيبة العمر…
يا حبيبتي السمراء..
يا عطش الصحراء..
يا رحيل العمر.. دون أن نُصبحَ أحباء..
عبثاً يُجاملُ حزني ليلُ الانعزال..
أو يأتي صوتكِ مع نسيم الشمال..
أيتها العتمةُ.. ردي الشوق..
إنها تجلسُ في غرفتها منسية..
مُشردةٌ.. ضائعةٌ.. مريضة..
وأنا هنا أغازلُ قصيدة..
حلمُ المسافة بالوصول..
حلمُ العاشقِ بالدخول..
حلمُ الذي يمشي إلى بيتها…
فيكتشفُ المجهول..
حلمُ الذي رسمتهُ من حلمكِ الآتي إليكِ..
يحاول أن يهربَ من قلبكِ..
حلميِ أن تكوني معي..
نقاومُ كل الفصول..
إني أحبكِ..
لا يُليقُ بنا الفراق..
لا يُليقُ بنا الفراق..
لا يُليقُ بنا الفراق..
مساء الجمعة30 نيسان 2021