كَرَوَانِ حُبِّي
أ. د محسن عبد المعطي محمد|شاعر وروائي مصري
عَجَباً يُؤَنِّبُنِي الضَّمِيرْ وَأَلُوذُ بِاللَّهِ الْكَبِيرْ
وَيَتُوهُ مِنِّي وَرْدُ عُمْرِي فِي دَيَاجِيرِ الزُّهُورْ
وَتَهِلُّ أَخْمَاسٌ وَأَسْدَاسٌ عَلَى بَابِ الْوَزِيرْ
وَيَغُوصُ فِكْرِي فِي مَيَادِينِي وَأَعْمَاقِ الْبُحُورْ
أَ جَرِيمَةٌ قَدْ سُطِّرَتْ تُودِي بِعُمْرِي لِلْقُبُورْ؟!
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَكُلُّ شَيْءٍ فِي يَدِ اللَّهِ الْقَدِيرْ
وَالْكُلُّ يَرْجِعُ لِلْإِلَهِ مَعَ الْكَبِيرِ أَوِ الصَّغِيرْ
وَالْكُلُّ يَرْجِعُ لِلْإِلَهِ مَعَ الْيَسِيرِ أَوِ العَسِيرْ
يَا سَادَتِي جُودُوا لِقَلْ بِي أَوْ لِعُمْرِي بِالْيَسِيرْ
إِلَّا تَجُودُوا تَلْتَبِسْ خُطُوَاتِكُمْ بِخُطَى النَّذِيرْ
قَلْبِي يَئِنُّ مَعَ اخْتِلَاطٍ فِي ذُرَى كُلِّ الْأُمُورْ
مَاذَا إِذَا ضَحَّى الْفُؤَادُ بِحُبِّهِ هَلْ ذَا يُضِيرْ؟!
مَاذَا إِذَا انْسَخَ الْفُؤَادُ مِنَ الْحَيَاةِ كَمَا الْأَمِيرْ؟!
مَاذَا إِذَا رَقَصَ الْفُؤَادُ بِقَاعَةِ الْحُبِّ الْأَثِيرْ؟!
عَجَبِي إِذَا حَارَتْ أَوِ احْتَارَتْ بِأَمْرٍ لَا يُحِيرْ
عَجَبِي وَنَبْضُ الْقَلْبِ يَهْوَاهَا وَلَا يَخْشَى الْفُتُورْ
عَجَبِي وَأَيَّامِي تَشِيبُ وَقَدْ يُجَافِينِي الْفُطُورْ
عَجَبِي وَإِحْسَاسِي يُحِيطُ بِقَلْبِهَا عِنْدَ الْعُبُورْ
عَجَبِي وَأَنْتِ طَلْبْتِ مِنْنِي أَنْ أُجِيرَ وَلَا أَجُورْ
فَاللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ يُنْجِينَا أَيَا نِعْمَ الْمُجِيرْ
كَرَوَانَ حُبِّي لَا تَخَافِي إِنْ بَدَتْ نَارُ السَّعِيرْ
أَحَبِيبَتِي نَامِي بِقَلْبِي لَا تَتُوهِي فِي الْمَسِيرْ
فَأَنَا وَحُبُّكِ فِي عَنَا ءٍ لَمْ نَخَفْ سُوءَ الْمَصِيرْ
كَيْفَ الْحَيَاةُ تَجُورُ يَا حُبِّي عَلَى خَيْطِ الْحَرِيرْ؟!
نِمْنَا يُغَطِّينَا الْهَنَا بِقُلُوبِنَا يَحْيَى الشُّعُورْ
وَصَحَتْ قُلُوبٌ حَالِمَا تٌ عَانَقَتْ قَلْبَ الْهَجِيرْ
فَإِذَا دَنَوْتِ وَزُرْتِ قَبْ رِي هَفْهَفَتْ رِيحُ الْعَبِيرْ
قُولِي : ” أَشَاعِرَنَا الْهُمَامَ بِجَوْفِ قَبْرٍكَ تَسْتَنِيرْ؟!
أَنَا لَمْ أُسَامِحْ قَلْبَهَا أَنَا لَمْ أُغَنِّ مَعَ الطُّيُورْ
أَنَا- يَا حَيَاتِي – مَا نَجَوْتُ وَهَاجَ ثُعْبَانِي الْفَغُورْ
نَفَثَ السُّمُومَ عَلَى جُزَيْئَاتِي بِدَاءٍ لَا يَغُورْ
إِنِّي أُحِبُّكِ نَازَعَتْنِي حُبَّكِ الْبَاقِي النُّسُورْ
إِنِّي أُحِبُّكِ وَاصْطَفَتْنِي نَائِحَاتٌ لِلدُّهُورْ
إِنِّي أُحِبُّكِ عِشْتُهَا بَيْنَ النُّجُومِ عَلَى شَفِيرْ
مَا دَامَتِ الْأَيَّامُ وَالْأَحْلَامُ يَا أَمَلِي الْمُنِيرْ
بَلْ صَادَقَتْنَا سُلْطَةُ الْأَوْهَامِ وَالشَّرِّ الْمَكِيرْ
إِمَّا تَعِيشِي فِي الْحَيَاةِ بِذَلِكَ الْقَلْبِ الْكَسِيرْ
أَوْ تَخْضَعِي لِحَلَاوَةِ الْأَيَّامِ وَالْحُبِّ الْمُثِيرْ
أَوْ تَقْطَعِي الْوَقْتَ الْجَمِيلَ مَعَ الْوَدَاعَةِ وَالْعُطُورْ
وَتُفَتِّشِي عَنْ لَحْنِنَا وَزَمَانِنَا بَيْنَ الْجُذُورْ
سِيرِي بِلَحْنِي إِنْ أَرَدْتِ وَدَنْدِنِي لَحْنَ الْقُشُورْ
وَتَرَبَّعِي فِي عَرْشِ حُبْبِي إِنْ تَرَيْ كُودَ الْعُصُورْ
يَا نَاسِياً أَغْلَى الْعُهُودِ وَمَاحِياً أَحْلَى السُّطُورْ
اُرْكُضْ مَعَ الْأَوْهَامِ مَزْهُوّاً بِذَا الطَّرْفِ الْحَسِيرْ
وَارْقُصْ بِصَدْرٍ عَابِثٍ بِجَمَالِ أَحْلَامِ الْبُدُورْ
وَاقْصُصْ مَحَبَّتَنَا بِقَلْ بٍ مَاجِنٍ يَهْوَى الصَّفِيرْ