آدمُ الذي رَأى

وسام عبد الحق العاني | شاعر عراقي مقيم بسلطنة عُمان

لِوَحدِهِ

يخرجُ دون معطفٍ

ودونما رفيقْ

يُلملمُ المدينةَ المُلقاةَ في الطريقْ

يكنُسُ عن جثتِها الخواءْ

والدمعَ والبكاءْ

ويخفقُ الغيومَ عند رأسِها

مُبللاً وجوهَ مَن تَسمّروا

بشرفةِ الدعاءْ

لوحدِهِ

يتيهُ في الشوارعِ المساءْ

 

وآدمُ الذي انتهى

للتَوِّ من خَوائِهِ القديمْ

تَخثَّرَ النهرُ وظلّ واقفاً

كنورسٍ يتيمْ

يرى على السماءِ بقعةً

شحيحةَ الضياءْ

ونجمةً على المدارِ عاريةْ

وضحكةً مكسورةً تُجهشُ بالبكاءْ

مثلَ الشظايا في رصيفِ صمتِهِ

والذكرياتُ حافيةْ

يرى الغرابَ ميتاً

ومخلبَ الوباءِ في رحالِهِ

يصيحُ مثل نملةٍ ترى الجنودَ آتيةْ

لكنَّهُ

وبعد نوبتينِ من سُعالِهِ

يمزقُ الخَواءْ

يقفزُ مِن حَنجرةِ العَويلْ

ويبعثُ الناياتِ من رمادِها

ويُشعلُ الغناءْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى