أسمهان ما بين الانتحار والاغتيال .. حكاية الأميرة الجميلة الحزينة الغارقة
تكتبها: فريدة شعرواي | باحثة في التاريخ والمصريات
ماتت أميرة الطرب الحسناء أسمهان في ظل نبؤة قديمة سمعتها من سيدة تقرأ الطالع، حيث نظرت العرافة فى خطوط يدها الرقيقة وظهرت ملامح القلق على وجهها وقالت إن الأميرة الجميلة ستلقى مصرعها فى شبابها ضحية حادث قريب من الماء وسيكون لها ثلاثة أولاد لن تعيش منهم سوى ابنة واحدة.
وكانت إيميلى الأطرش التى عرفت باسم آمال الأطرش ثم أصبحت بعد دخولها عالم الطرب والفن أسمهان مؤمنة بأن هذه النبؤة سوف تتحقق، خاصة وأنها بالفعل فقدت اثنين من أبنائها ولم يبق سوى ابنتها الوحيدة كاميليا. ورغم حياتها القصيرة التى انتهت قبل أن تكمل عامها الثانى والثلاثين، حيث أنها ولدت فى 25 نوفمبر من عام 1912، وتوفت عام 1944، ورغم هذه الحياة القصيرة إلا أنها كانت مليئة بالأحداث والصدمات والدموع.
وتحدثت الكثير من المصادر القريبة من أسمهان عن علاقتها بالمخابرات البريطانية والحلفاء فترة الاحتلال الفرنسى لبلاد الشام، فى إطار محاولات الأمراء لنيل الاستقلال بعد هزيمة قوات المحور، وكذلك عن علاقتها بالقصر الملكى وخاصة مع أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى، حاولت الانتحار أكثر من مرة كما كانت هدفا لمحاولات قتل أكثر من مرة ولأسباب متعددة.
وحاولت أسمهان الانتحار بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة مرة فى جبل الدروز خلال فترة زواجها من ابن عمها ووالد ابنتها الوحيدة كاميليا الأمير حسن الأطرش بعد مشكلات معه، كما حاولت الانتحار مرة ثانية فى فندق مينا هاوس بسبب الديون المتراكمة عليها فى الفندق وأنقذتها صديقتها مارى قلادة التى لقيت فيما بعد مصرعها معها فى نفس الحادث الذى توفت فيه أسمهان.
وتعرضت الأميرة لمحاولات قتل، فكانت مرة على يد المخابرات الانجليزية بعد أن قررت أسمهان إنهاء التعاون معها، ومرة على يد زوجها الثالث الفنان الدونجوان أحمد سالم بعد محاولته منعها من الخروج لكثرة سهراتها وما أشيع حول علاقتها بأحمد حسنين باشا. كل هذه الأحداث ومحاولات القتل السابقة تشير دائما إلى الحديث حول ملابسات وفاة الأميرة وأن هذا الحادث الذى أنهى حياتها غارقة هى وصديقتها بسيارتها فى الترعة أثناء سفرها إلى رأس البر كان مدبرا وليس قضاء وقدرا.
وعاشت أسمهان فى قلق وخوف ومشاكل وتربص، وزاد من هذه الحالة سفر شقيقها فؤاد الذى كثيرا ما كانت تشتعل بينهما الخلافات إلى جبل الدروز للقاء طليقها وابن عمها ووالد ابنتها كاميليا الأمير حسن الأطرش، وكانت غالبا هذه الزيارات فى غير صالحها .
حيث كان شقيقها فؤاد من المعارضين لطلاقها، وصادف أن وافقت هذه الزيارة احتفال ابنتها كاميليا التى انتزعها منها طليقها بعيد ميلادها الثامن وخلال هذه الزيارة سأل فؤاد الأطرش ابنة شقيقته الطفلة قائلا :” ماذا تفعلين ياكاميليا لو ماتت أمك”،
وذلك بحسب ما ذكره الكاتب الصحفى محمد بديع سربية رئيس تحرير مجلة الموعد فيما كتبه عن أسمهان، وخلال هذه الزيارة تلقى الأمير حسن الأطرش وابن عمه فؤاد نبأ وفاة أسمهان غرقا، حيث أشارت عليها صديقتها مارى قلادة بالسفر إلى رأس البر لتهدئة أعصابها فى رحلة قصيرة تعود بعدها النجمة لاستكمال فيلمها “غرام وانتقام”.
وسافرت أسمهان مع صديقتها والسائق وكان الطريق سهلا وفجأة اهتزت السيارة وفتح السائق الباب وقفز، واندفعت السيارة إلى الترعة، بينما اختفى السائق الناجى الوحيد من الحادث .
ونزل الخبر كالصاعقة على كل محبى وعشاق الأميرة الجميلة وماتت أسمهان قبل أن تكمل فيلمها الأخير غرام وانتقام مما اضطر يوسف وهبى مخرج الفيلم وبطله لتعديل السيناريو ونزل الفيلم دور السينما بعد وفاة بطلته ليحقق رواجا كبيرا وإيرادات ضخمة.
وينضم إلى سجل الخصوم السابقين اسم الملكة نازلى والدة الملك فاروق بسبب الغيرة والانتقام حيث كانت نازلى على علاقة حب بأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى .
وحتى الآن يبقى لغز وفاة أسمهان ليس له حل أو إجابة، وسيبقى اسم الأميرة الجميلة الحزينة الغارقة يتردد دائما رغم حياتها القصيرة.