هَذِيٌ بلا هُويّةٍ لسهامٍ نافرة

سهام الدغاري | ليبيا

ملعون هذا المجاز الذي يوقظك الرابعة فجراً لتدس يدك تحت وسادتك تتحس مكان هاتفك

لا لترد على مكالمة مهمة أو لتتبين حلول وقت الصلاة

بل لتجد نفسك تفرغ بداخله ما في جعبتك من هذيٍ حتى وإن كانت جعبتك لم تبلغ السن القانونية بعد لتقوم بفسيولوجية الحمل والولادة

وعلى ذكر الولادة هنا

فتلك الغيوم كانت سوداء بما يكفي

ولكنها لم تلد سوى قرقعة اهتزت لها أذن الأرض

وظَلَّ المطر معلقاً في أقداح السماء

السماء التي لم تفلح يوماً في أن تباعد مابين ارتطام غيمتين

وليس كل الارتطام مطر

ولا كل المطر يروي عناقيد الكلام

ولا كل الكلام يلامس غور الجرح

الجرح الذي يزداد اندلاعاً كلما ألتهم المد شواطيء الحكاية

الحكاية التي سقطت سهواً من على متن الحلم

الحلم الذي ضاقت عيناه حتى صار يرسم لانتحاره خطوطاً مستقيمة

ملعون هذا المجاز

وهذا التناسل المقيت لكلمات تقف مع معانيها على طرفيْ نقيض

حاولت مرة أن أقفز خارج حدود الليل

ولكن حدود قفزتي لم تتعد آخر سطر في صفقة طويلة الأمد

كان قد أبرمها معي ليسكنني

وأنا التي لم تقدس عهداً

ولاتفي وعداً

أجلس القرفصاء قبالة الشمس لتُفصدني

ثم ألعن الف مرة خيوطها الملتهبة وانصهاري

أمسد رقعة السماء الرحبة

ثم أشكو ضيقها وانسكابي

أعدو لأنجو من كل هذا

فيتلقفني فجر مرتجف

يحكمه مجاز محموم

وهذي بلا هوية

لسهامٍ نافرة

تشكو ضيق جعبتها و……

الزمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى