لـــــم

 

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

لم أختصر الشارع الكبير

أقطع شوارع خلفية

منحدرات وبوابات أزقة أستأذن للمرور منها

لم أمر على البيت القديم الواطئ

الذي تكشف نسائه جيوبهن حتى الحلمات

من النوافذ الصغيرة

لم أرشُ العجوز عند الباب لتحجز لي موعد مع صاحبة المنديل الأحمر

لم أختصر يوما الشارع الرئيس

أقطع الواد على قنطرة الراجلين

يصحبني كلب

تحت إبطي كتاب  جيب

أو جريدة معارضة ناطقة بالفرنسية

لم أقعد يوما تحت الصفصفات الثلاث

أتعاطى الكلمات المتقاطعة  وخمرا رخيص

وخطب تتأجج غضبا على الحكومة

بغض النظر على هذه الأخيرة

يؤجرون شقق فخمة في لندن

وباريس

لم أحاول يوما كسر الروتين

كأن أقف برهة أسفل منحدر

أو على شارب واد  اتمتع بمنظر خليط

من نوار بري أبيض وأصفر وأحمر وزهري

لم أعشق امرأة

حد الكف عن كتابة الشعر

لم أجعل منها  موديلا

أكتب غبش ما بين فخذيها

أدقق في تفاصيل السرة

وضعية وطبيعة النهد والحلمة

الحافر

وصابونة الركبة

والأظافر المسبوغة بالأخضر

شغر الإبط ولون الحدق

لا

لم أختصر الشارع الكبير

أستغل الفرصة لأبول على خزنة الكهرباء

أو سور ساحة كانت خضراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى